
تعيش الدبلوماسية الجزائرية واحدة من أصعب مراحلها عقب صدور القرار الأممي رقم 2797، الذي جدد التأكيد على واقعية مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحلّ وحيد ونهائي لقضية الصحراء المغربية. هذا القرار، الذي مثّل صفعة قوية للنظام العسكري الجزائري، فجر أزمة داخلية حادة بين مراكز النفوذ في هرم السلطة.
وفي هذا السياق، كشف المحلل السياسي عبد الرحيم منار السليمي، عبر تدوينة على صفحته الرسمية في “فيسبوك”، عن معطيات مسربة من مصادر جزائرية مقربة من الرئاسة، تفيد بأن قائد الأركان سعيد شنقريحة بدأ إعداد ملف اتهام بالخيانة العظمى ضد وزير الخارجية أحمد عطاف، بسبب تصريحات فُسّرت داخل المؤسسة العسكرية كاعتراف ضمني بشرعية مقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بدعم مجلس الأمن والمجتمع الدولي.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن شنقريحة أطلق حملة إعلامية منظمة ضد عطاف تمهيدًا لإقالته ومحاكمته، في محاولة لصرف الأنظار عن الانتكاسات الدبلوماسية المتتالية التي مُنيت بها الجزائر في ملف الصحراء، خاصة بعد المواقف الداعمة للمغرب من القوى الكبرى داخل مجلس الأمن، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا.
هذا الوضع، بحسب المراقبين، يعكس حالة الارتباك التي يعيشها النظام الجزائري، الذي فقد بوصلته السياسية والدبلوماسية، وبات يراهن فقط على معاداة المغرب كخيار وحيد للبقاء. في المقابل، يواصل المغرب تعزيز حضوره الإقليمي والدولي، مستندًا إلى نجاحاته في تكريس وحدته الترابية ودفع عجلة التنمية في أقاليمه الجنوبية.
We Love Cricket




