
اليقين/ نجوى القاسمي
أكد الأستاذ صوفي، رئيس قسم الجراحة والجراحة الباطنية وجراحة الغدد والسمنة في تصريح خص به اليقين ، أن مرض السكري بات يشكل تحديا صحيا عالميا مشيراً إلى أن الوضع في المغرب لا يختلف كثيراً عن باقي الدول، بل يزداد تعقيداً بفعل مجموعة من العوامل البنيوية والاجتماعية.
وأوضح الأستاذ صوفي أن المغرب يسجل اليوم ما بين 2.5 و3 ملايين مصاب بالسكري، وفق آخر إحصائيات وزارة الصحة، مضيفاً أن ما يفاقم خطورة الوضع هو أن نصف المرضى تقريباً يجهلون إصابتهم، وهو ما يؤدي إلى وصول عدد كبير منهم إلى المستشفيات في مراحل متقدمة جدا من المرض.
وأضاف أنه نستقبل يوميا حالات من المضاعفات الحادة، مثل الجلطات الدماغية، وفشل البصر، والقصور الكلوي، وحالات متقدمة من التقرحات السكّرية، مبرزا أن التشخيص المتأخر يُعدّ أحد أهم أسباب هذه الوضعية.
وانتقد الأستاذ صوفي الفوارق الصحية بين المدن والقرى، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المناطق القروية والمحافظات الصغيرة لا تتوفر على تجهيزات ضرورية، ولا على أخصائيين في الغدد أو العيون أو الكلي، وحتى الفحوص الأساسية مثل اختبار HbA1c لا تكون متاحة بسهولة.
وأكد كذلك أن التعامل مع مرض السكري اليوم يجب أن يكون منظومياً ومندمجاً”، موضحا أن المريض يحتاج إلى متابعة متعددة التخصصات تشمل طبيب العيون والقلب والكلي، إضافة إلى الدعم النفسي، والنشاط البدني المنتظم، والتثقيف الصحي، لأن العلاج لا يقتصر على الدواء فقط
وأشار إلى أن العالم يشهد تطورا مهما في مجال العلاجات، من بينها أدوية GLP-1 و«العلاجات المزدوجة» التي حققت نتائج لافتة، إضافة إلى الأنسولين الأسبوعي الذي يعد نقلة نوعية، فضلا عن التطور المتسارع في جراحة السمنة لعلاج السكري من النوع الثاني لدى المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة.
كما أوضح أن الجراحة باتت في عدد من الدول خيارا علاجيا مقننا وفعّالا، وقد أثبتت قدرتها على شفاء عدد كبير من المرضى»، خاصة في حالات السمنة المفرطة التي تُعد عاملا أساسيا في الإصابة بالسكري.
وأضاف أن التقدم العلمي بلغ اليوم مرحلة الروبوتات الجراحية، والبنكرياس الاصطناعي، وعمليات زرع خلايا البنكرياس التي لازالت في طور البحث، لكنها تبشر بنتائج واعدة في السنوات المقبلة.
وختم الأستاذ صوفي تصريحه بالتأكيد على أن التحدي الأكبر يكمن اليوم في غياب مسار علاجي مندمج في المغرب، داعيا إلى إرساء منظومة تجمع بين أطباء الغدد والتغذية والجراحة والتمريض والمتابعة المركّبة، لأن السمنة ومرض السكري معا يمثلان أكبر تهديد صحي في العصر الحديث.
We Love Cricket




