ظاهرة الكلاب الشرسة بالأماكن العمومية بمدينة سيدي قاسم تشكل خطرا حقيقيا على ساكنة المدينة ٬ و قد أصبح التباهي بالكلاب المهجنة الشرسة في الأوساط العمومية وبمختلف المدن المغربية “موضة” ،حيث نجد العديد من الأشخاص وخاصة الشباب منهم والمراهقين يقودون كلابهم الشرسة ، ومدينة سيدي قاسم نموذجا إذ مؤخرا أصبحت هذه الظاهرة في تنامي وتزايد بشكل مقلق ولاسيما في المدينة العتيقة و باقي الاحياء الشعبية بالمدينة .
حتى المتنفسات مثل الحدائق العمومية و خلاء الطبيعة المقصد الوحيد لساكنة مدينة سيدي قاسم حيث تلجها في فترة المساء عائلات رفقة صغارهم للتنزه والترفيه وتكسير الروتين مما يتعرضون للرعب والخوف هم وأبنائهم من الكلاب الشرسة المهجنة مثل ( هسكي سيبيري ، سامويد ، مانيلوي بيرجي، روت وايلر ،دوبرمان…) التي يقودها مراهقين للتباهي بها أمام أقرانهم. فهذه الكلاب بمختلف احجامها وأشكالها فهي تزرع الخوف في نفوس المارة بمجرد الاقتراب منها لأن حجمها وتركيبتها تجعلك تدخل في حالة من الخوف وعدم الاطمئنان.
وأيضا أبواب المؤسسات التعليمية لم تسلم بدورها من هذه الظاهرة ؛فعند المنصور الذهبي او ابن سينا مثلا من أمام باب هذه المؤسسات التعليمية فتجد مراهقين
يقودون كلابا مهجنة غريبة البنية بسلسلة من حديد ويتفاخر بذلك أمام التلميذات غير واع مايسببه ذلك من رعب وخوف في نفوس التلميذات والتلاميذ ، و منهم من يرغم به الثلميذات للخروج معه…
كما أنه يحسب نفسه فوق القانون ولا احد سيسأله حتى ولو قدر الله تعرض احد ما “للعض” من طرف هذه الكلاب.وما يحز في النفس أكثر أن هؤلاء المراهقين يقودون هذا النوع من الكلاب ويتجولون بها الشارع العام والازقة وتحت اعين السلطات المحلية رغم ان القانون يمنع ذلك.
وفي ظل هذا الوضع المرعب الذي تبثه الكلاب الشرسة المهجنة في نفوس المارة يتخوف الأطفال من الخروج من منازلهم للعب او للذهاب للمدرسة ،وتفاديا للوقوع بين أنياب هذه الكلاب الخطيرة أصبح الطفل و الثلميذة لا يخرجون من المنزل إلا ومعهم والديهما او احد إخوتهم الكبار ؛فهذه الظاهرة أن لم يتم التدخل ومنعها من طرف الجهات المختصة فهي تزيد من تشويه المشهد العام بمدينة سيدي قاسم .
فهذه الظاهرة التي تشهدها المدينة تنضاف إلى مشكل أخرى يعاني منه سكان اقليم سيدي قاسم وهي انتشار الكلاب الضالة والمسعورة في الشوارع العامة والازقة دون حسيب او رقيب والتي بدورها تهدد أمن الساكنة وتشكل خطرا عليها.
والطب الحديث اكتشف عشرات الأمراض التي ينقلها الكلب للإنسان الشيء الذي دفع بحل التشريعات إلى التدخل وسن مجموعة من الأحكام والضوابط أمام مربيي الكلاب الشرسة كضرورة طلب الترخيص والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض وخاصة داء السعار او ما يعرف أيضا بفيروس “داء الكلب” وهذا الأخير يعد من أخطر الفيروسات التي تصاب بها الكلاب ويوجد في لعاب الكلب المصاب وسهل الانتقال إلى الإنسان في حالة تعرضه للعض من الكلب المسعور ، و كدلك تساقط شعر الكلب يتسبب في امراض خطيرة جدا.
وفي المغرب أيضا تم تنظيم المسؤلية التقصيرية عن فعل الحيوان بما فيها الضرر الذي تسببه الكلاب الشرسة للغير من طرف المشرع وافرد لها احكاما خاصة في الفصلين 86 و87 من قانون الالتزامات والعقود.
لهذا يجب على المسؤولين تطبيق النص التنظيمي المتعلق بالمادة 2 من القانون 56.12 ، و معاقبة كل شخص تسبب كلب يوجد تحت حراسته أو في حيازته نتيجة إهماله أو تقصيره٬ في إحداث عاهة مستديمة بـ”الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات وبغرامة مالية من 1200 إلى 10 آلاف درهم، وتتضاعف العقوبة في حالة تسبب الكلب في موت ضحيته، بالحبس من سنتين إلى خمس سنوات وبغرامة من 1200 إلى 10 آلاف درهم، هذا القانون، يمنع “تملك أو حيازة أو حراسة أو بيع أو شراء أو تصدير أو استيراد أو تربية أو ترويض الكلاب الخطيرة”.
رجاء اتخاذ القرار اللازم.