أكد الواقع أنهن نساء يتحملن ظروف العمل القاسية لكسب لقمة عيش كريمة، إنهم عاملات النظافة أو ” ملكات النقاء ” كما أحب تسميتهم، لجأن اضطرارا لخدمة النظافة عوض مد أياديهن، منهن الأرامل والمطلقات وحتى المتزوجات اللائي يقاسمن أزواجهن صعوبة الزمان، وسد نفقات العيش القاسية.
تعرض لمختلف الأخطار في غياب الضمان و التأمين :
القانون المغربي المطبق على حالاتهن ووضعيتهن هو القانون رقم 65.99 المتعلق بمدونة الشغل، ورغم ما تتضمنه هاته الأخيرة من نصوص جاءت أساسا لحمايتهن، إلا أن تطبيقها على عاملات النظافة يظل جد محدود، بسبب طبيعة المهنة وبسبب طبيعة علاقتهن مع مشغلهم. اعترافات استقتها اليقين، خلال جلسات حوار أخذتنا معهنّ في وقت عابر، إلى الخيط الناظم الذي يجمع هذه الفئة من نساء المجتمع، وهو لجوءهن الاضطراري إلى هذه المهنة الشاقة، بسببه يواجهن التعقيم دون تأمين او حماية، ويتصدين للوباء ولو قدر عليهم البلاء.
هزالة الأجور وشبح الطرد :
مصادر اليقين أكدت أن جل العاملات بهذا القطاع التابعات للمستشفى الإقليمي ولي العهد الأمير المولى الحسن، تعرضن لنقص في راتبهم الشهري بمبلغ الربع في أجرة لا تتجاوز أصلا الألف درهم، تحدي صارخ للقوانين المنظمة للحد الأدنى للأجور، و المراقبة المفترضة لمفتشي الشغل. بل من هاته العاملات من لا تستطيع الكلام عن حقها خوفا وقهرا من شبح الطرد او الإقتطاع، الأمر الذي تأطره ظوابط مزاجية بعيدة كل البعد عن عقود العمل القانونية.
مطالب بالإنصاف …
رزان، وهو اسم مستعار لعاملة نظافة حاصلة على دبلوم، تقول : ” إن الإحتفال الحقيقي بالموعد العالمي، الذي يصادف الثامن من مارس من كل سنة، هو الإلتفاتة إلى هاته الفئة، عبر ردّ الاعتبار لنا في أفق إنصافنا وتمكيننا من حقوقنا الاجتماعية الكاملة”.
We Love Cricket