اليقين/ نجوى القاسمي
أثارت واقعة طرد عاملة في إحدى شركات الخياطة بمدينة طنجة موجة من الجدل والتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت العاملة فيديو مؤثر تحدثت فيه عن ظروف عملها القاسية وراتبها المتدني الذي لا يتجاوز 1070 درهما، مؤكدة أنه لا يكفي لتغطية احتياجاتها الأساسية بعد خصم كراء المنزل.
وفي فيديو ثان نشرته بعد ساعات من تداول المقطع الأول، أكدت العاملة أنها تعرضت للطرد في يوم ممطر، ما زاد من معاناتها وأثار تعاطفا واسعا بين نشطاء مواقع التواصل، وجعل الواقعة تتصدر النقاش حول أوضاع العمال داخل بعض الوحدات الصناعية، خصوصاً في قطاع الخياطة والنسيج.
الأجور الهزيلة.. قنبلة المسكوت عنه
الفيديو كشف عن جانب مظلم من سوق العمل المغربي، حيث يواصل العديد من العمال أداء مهامهم الشهرية بأجور لا تكفي لتغطية أبسط احتياجاتهم المعيشية. ويطرح المقطع تساؤلات حادة حول مدى احترام الحد الأدنى للأجور في ظل غلاء المعيشة المتصاعد:هل أصبح من المحظور على العامل أن يتحدث عن أجره؟ كيف يمكن للإنسان أن يعيش بأجر شهري لا يوازي أبسط مصاريفه اليومية
الواقعة المؤلمة في طنجة ليست مجرد حادثة فردية، بل إشارة إنذار حقيقية للمجتمع والسلطات، لتسليط الضوء على حقوق العمال وتوفير شروط عمل لائقة تحمي الكرامة الإنسانية. فقد أثبتت تجربة العاملة أن الكلمة الصادقة والجرأة على الحديث عن الأجور الهزيلة يمكن أن تكون بداية لحراك مجتمعي يطال إصلاحات شاملة في سوق الشغل المغربي.
