مقال رأي

شتنبر شهر المآسي بالجنوب

لم ينسى أحد مأساة الجنوب في الثامن شتنبر من العام الماضي (2023)، الزلزال القوي الذي انتزع النوم من عيون سكان المغرب، بل وعمق جراح سكان الجنوب، الذين فقدوا 2946 شخصاً من أحبابهم وذويهم.

لم يكد الحول يدور على مأساة لم يستطع متجرعوها الذوذ عن ذكراها وتعويض حتى النصف مما خلفته، إذ لا زال الآلاف بالخيام يسكنون، وعن الحياة مبعدون، قلوبهم تكوى والسوء أحسن من حالهم، بسبب زائر غير مرتقب (زلزال الحوز). حتى ارتأت العاصفة المدارية زيارة الجنوب بدورها، في إعادة التاريخ لنفسه مذكرا مأساة بأخرى.

في البداية، كنت قد فكرت أن العاصفة ارتأت زيارة الجنوب، والاطمئنان على حاله الذي أضحى محالا بسبب الجفاف، وتثبيث الغبار بجانب خيام المغلوبين رحمة بهم من غبار رياح الخريف، إلا أن الموجة المطرية، كان لها رأي آخر.

استبشرت خيرا من كمية المياه التي ترد سدود الجنوب الفارغة، وحتى المراقبة الطبيعية للمشاريع التنموية والبنية التحتية التي فشل اغلبها في الاختبار، لكن أن تجرف الدواوير والناس المغلوبين أمر لا أحبذه ولا أطيقه حقا.

أن تطلق نداءات استغاثة في عز الليل، أن يفقد الناس أحبابهم، أن تعجز عن المساعدة، في ظل كارثة طبيعية أمر لا يحتمل حقا.

ما بك يا جنوب؟ هل حتى الطبيعة تمقتك؟ صبرت كثيرا وصبر أهلك لصمت المسؤولين عظيم، ألا يشفع لك أطنان الذهب والفضة والكوبالت وأنواع المعادن الأخرى التي تستخرج منك أمام مشاريع التنمية الحقيقية، والبنية التحتية اللائقة؟ ألا تستقطب غير المآسي؟ ما ذنب من يسكنك؟ وما الاثم المقترف في حقك؟.

طبعا لا جواب، وحتى وإن وجد مستقبلا، فما محل المفقودين ومن يعيد الحياة للباقين والذين لا يزالون وسيبقون وفيين لأحباب فقدوهم دون وداع.( وإن أعادوا لنا الأماكن فمن يعيد لنا الأحباب والأصدقاء ).

زلزال ففيضان، اللهم إنا لا نعترض قدرك وقضاءك، وإنما نسألك اللطف فيه، ونرجوا منك أن تسر المغلوبين ولو بعد حين.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى