مثل محمد ج. وشقيقه عثمان، أمام محكمة أنتويرب في بلجيكا، بتهمة الاتجار بالكوكايين وحيازة أسلحة نارية. محمد ج. هو أحد المتورطين في عملية هروب شهيرة من سجن بروج عام 2009 باستخدام مروحية، برفقة أشرف سكّاكي، الذي يعد واحدا من أشهر الهاربين من السجون في العالم. وقد طالبت النيابة العامة البلجيكية بالسجن لمدة أربع سنوات لمحمد ج. وسبع سنوات لشقيقه عثمان.
الواقعة الأبرز في تاريخ محمد ج. ترتبط بهروبه من سجن بروج في عملية جريئة أشبه بأفلام هوليوود، حين نزلت مروحية في ساحة السجن لتقله رفقة اثنين آخرين، من بينهم شريكه في الجريمة أشرف سكّاكي. سكّاكي، الذي اكتسب شهرة واسعة في الأوساط الإجرامية الأوروبية، تحول إلى شخصية أسطورية في عالم الجريمة بفضل هروبه المتكرر وعمليات السرقة المسلحة التي نفذها.
القضية الحالية تعود إلى عام 2021، حيث تم الكشف عن شبكة الاتجار بالكوكايين من خلال تفكيك شبكة الاتصالات المشفرة. وخلال المحاكمة، اعترف محمد ج. ببيع الكوكايين لفترة قصيرة من أجل سداد دين كان يدين به لعصابة إجرامية، حيث قال: “كنت مدينا بمبلغ 15 ألف يورو، وكان الاتفاق أن يسدد الدين إذا ساعدت في بيع المخدرات”.
أما شقيقه عثمان، الذي وصف بأنه زعيم الشبكة، فقد نفى كل التهم الموجهة إليه. وصرح محاميه بأن موكله ليس الشخص الذي استخدم جهاز الاتصالات المرتبط بالقضية، واعتبر أن التحقيق يحجب معلومات حاسمة قد تبرئه من التهم.
علاوة على ذلك، تذكر هذه القضية بحادثة سابقة كانت قد هزت الأوساط الإعلامية في المغرب وبلجيكا على حد سواء، وهي محاولة هروب أشرف سكّاكي من سجن سلا في المغرب عام 2009. ورغم أنه تم القبض عليه لاحقا في مدينة وجدة، إلا أن عمليات هروبه المتكررة، ومنها الهروب عبر المروحية، جعلته شخصية محورية في عوالم الجريمة المنظمة.
من المنتظر أن تصدر المحكمة حكمها على محمد ج. وشقيقه عثمان، إلى جانب متهمين آخرين، في 18 أكتوبر المقبل، وهو ما سيحدد مصير هؤلاء المتورطين في واحدة من أكثر القضايا الجنائية تعقيدا التي شهدتها بلجيكا.