كتاب وآراء

عملية جني الزيتون ب قرية ارشيدة

يُعدّ جني الزيتون أحد أعرق وأهمّ العادات بقرية ارشيدة ، ومصدرا اقتصاديا أساسياً إستثنائيا لسكانها، بسبب الرواج الذي تخلقه عملية جني الزيتون، والتي تستمر مدة تزيد عن الشهرين.
الفلاحون بقرية ارشيدة والدواوير المجاورة. يستبشرون خيرا بموسم جني الزيتون، ويعلقون عليه آمالا كبيرة.

استقبال موسم جني الزيتون يعتبر بمثابة ” حفلة” تعكس حجم تعلق ساكنة المناطق الجبلية بالموروث الفلاحي من جهة، وبما تحققه عملية إنتاج الزيتون من مردودية اقتصادية على المواطنين من جهة ثانية، خاصة وأن هاته المنطقة يؤكد فلاح لـ”اليقين”، تعتمد في نشاطها الفلاحي على الزيتون، فضلا عن أنشطة فلاحية معيشية كتربية المواشي.

فحتى الطرقات والممرات لا تصلح حتى لمرور الدواب «غارقة» في الأزبال والحُفَر.. الشيء الذي زاد من المعانات اليومية لفلاحو القرية تزامنا مع موسم جني الزيتون في ظل الغياب التام للمسؤولين المحليين رغم نداءات الإستغاثة التي أطلقها هؤلاء إلا أنها لم تلقى أذان صاغية يضيف متحدث آخر.

وتتميز عملية الجني التي تنطلق كل سنة في شهر نونبر وتنتهي في يناير، بعادات وتقاليد راسخة يتوارثها سكانُ المنطقة أباً عن جد كما يتوارثون أشجار الزيتون التي تعمّر لقرون.
في الأسبوع الأول من دخول فصل الشتاء ينطلق موسم جني الزيتون بقرية ارشيدة، ويعتبر الزيتون أهم نشاط فلاحي واقتصادي بالقرية كما يخضع موسم جني الزيتون إلى تقاليد عريقة منها إخضاع جني الزيتون إلى مراحل أو مايسمى “النفيض” حيث يبدأ الجني من منطقة جرف هارون لكدية وينتهي بجنانات الواد وجنانات گاع الجرف.
وينتظر الأطفال إنطلاقة موسم الزيتون بفارغ الصبر لتحقيق ما يسمى ب “التفلال” أي التغلال من الغلة.
حيث يستعد الكبير والصغير لجني الزيتون الأصيل الذي تستخلص منه أجود أنواع الزيوت خاصة وأنه ﻃﺒﻴﻌﻲ خالص، حيث تكون أشجار الزيتون خالية من أية ﺃﺳﻤﺪﺓ إﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ فقط تقتصر على روت الماشية أو كما يسمى (بالغبار)..
إذ يقتصر جني الزيتون على الطريقة التقليدية المتمثلة أساسا في هز الأغصان بعصا طويلة تسمى(القرقابة) وأخرى قصيرة تسمى ( المطرگ) ، والعملية يقوم بها الرجال بينما النساء والصغار يقتصرن على جمع وإلتقاط حبات الزيتون المتساقطة في الحوض وهنا وهناك، في قفة مصنوعة من الحلفاء وتسمى هاته العملية ب (التلقاط) وبعد ملأها تفرغ في مكان يسمى (العرمة أو البركة ).
ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ هذه ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻄﻘﺲ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ ب(النفاضة واللقاطة) ﺇﻟﻰ ﺇﺷﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻐﻴﺔ اﻟﺘﺪﻓﺌﺔ ﻭﺗﺴﺨﻴﻦ وتحضير ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، وهو مايكسبه طابعا تقليديا وﺫﻭقا ﻣﻤﻴﺰا ﺧﺎﺻﺔ أثناء طهي الشاي ﻓﻲ ﺇﻧﺎء “بريقة” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻌﺚ رائحته ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ومن الملاحظ أيضا أن رذاذ المطر أو كما يسميه أهل القرية ب “سلملام” يمنع الفلاحين من جني زيتونها.
جل أشجار الزيتون أشجار تاريخية متوارثة أبا عن جد هناك أشجارا عمرت لقرون أغلبها تم قطعها وخلف جدعها.
يقتصر نقل الزيتون إلى المنازل على الدواب لأن المسالك وعرة و صعبة وغارقة في الحفر والأحجار. فيوضع في ركن نظيف من أركان البيت، وبعد عملية الجني تأتي عملية طحن وعصر الزيتون بطريقة تقليدية في “مطاحن/معصرات” تقليدية خاصة، ل “طحنه” و”عصره” لإستخراج زيته التي تستعمل كغداء ودواء ، ولكي يصل إلى المائدة يمر بأشواط طويلة وشاقة سوف نتطرق لها في موضوع لاحق إن شاء الله.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى