غوتيريش يؤكد واقعية مبادرة الحكم الذاتي ويدعو إلى حوار مباشر بين المغرب والجزائر لإنهاء الجمود

قدّم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقريره السنوي حول قضية الصحراء المغربية، مؤكّدًا ضرورة استئناف الحوار بين المغرب والجزائر لإنهاء حالة الجمود التي يعرفها الملف منذ سنوات.

وأشار التقرير إلى أن مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب تُعتبر المقترح الواقعي والجاد الوحيد القادر على تحقيق تسوية نهائية للنزاع، مبرزًا في المقابل الدور المحوري الذي يتوجب على الجزائر القيام به لضمان نجاح العملية السياسية.

كما لفت غوتيريش إلى الموقف الأمريكي الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، والدعوة الموجهة إلى الجزائر للانخراط الإيجابي في المفاوضات.

وأشاد الأمين العام في السياق ذاته بخطاب العرش الأخير، الذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس إلى حوار صادق وبنّاء بين البلدين، من أجل تجاوز الخلافات وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

في المقابل، كشف التقرير عن تباين في المقاربات بين واشنطن والأمانة العامة للأمم المتحدة، حيث تدعو المسودة الأمريكية إلى تمديد ولاية بعثة المينورسو لثلاثة أشهر فقط، مقابل توصية غوتيريش بتمديدها لمدة عام، ما يعكس اختلافًا في الرؤية الزمنية لتدبير الملف.

ويرى محللون أن الحركية الدبلوماسية المغربية المتواصلة، والدعم الذي تحظى به من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، تعزز فرص اعتماد القرار الأممي الجديد قبل نهاية أكتوبر الجاري، بما يعكس اتساع التأييد الدولي لمقترح الحكم الذاتي كحلّ عملي ونهائي.

وفي المقابل، تستمر الجزائر وجبهة البوليساريو في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة نتيجة تمسّكهما بمواقف جامدة لا تواكب التحولات السياسية والدبلوماسية التي يشهدها الملف على المستوى الدولي.