شهدت فعاليات أولمبياد باريس غيابًا ملحوظًا للمغرب عن مجموعة من المسابقات، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الغياب، رغم تلقي الجامعات الرياضية المغربية كافة الإمكانيات اللازمة للمشاركة. من بين الجامعات التي لم تحقق أي نجاح يُذكر، تبرز الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب (التنس) تحت قيادة فيصل العرايشي.
في السنوات الأخيرة، عانى التنس المغربي من سلسلة من الخيبات، حيث استمر غياب الأبطال المغاربة لأسباب غير واضحة، على الرغم من أن جامعة التنس تُعد من بين أغنى الجامعات الرياضية في المغرب. لكن ما يزيد الأمور تعقيدًا هو التهميش المتعمد وغير المفهوم للبطل الواعد رضا بناني.
رضا بناني، البالغ من العمر 17 سنة، هو أحد أبرز المواهب الشابة في كرة المضرب، وقد شارك في السبورة النهائية لبطولة مدريد ماسترز ذات الألف نقطة لسنتين متتاليتين بفضل منحه بطاقة دعوة من منظمي البطولة، تقديرًا لموهبته وصعوده القوي في سماء الكرة الصفراء. ومع ذلك، تعرض بناني للتهميش والحرمان من المشاركة في جائزة الحسن الثاني، وذلك وفقًا لما صرح به في فيديو عبر صفحته على “إنستغرام”، حيث تحدث بحرقة عن التجاهل الذي عانى منه من قبل الإدارة التقنية للجامعة الملكية للتنس.
بناني ذكر أن الإدارة التقنية للجامعة لم تكتفِ فقط بتهميشه، بل قامت أيضًا بتشويه سمعته والتشكيك في وطنيته، رغم أنه حقق العديد من الألقاب منذ كان عمره عشر سنوات. هذا الأمر يشير إلى وجود مشكلة عميقة في طريقة إدارة الرياضة في المغرب، حيث يبدو أن النجاح والتطور ليسا على رأس أولويات المسؤولين.
فيصل العرايشي، الذي يترأس أيضًا اللجنة الأولمبية المغربية، يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية عن تراجع مستوى التنس في المغرب. ففي فترة رئاسته للجامعة، شهدت الرياضة فضائح كبرى، من بينها إيقاف ستة لاعبين مغاربة من قبل الوكالة الدولية لنزاهة التنس في يوليو 2021. بالإضافة إلى ذلك، لم تؤتِ سياسة تجنيس اللاعبين، مثل الجزائري لامين وهاب والفرنسي إليوت بن شتريت، أي نتائج إيجابية تُذكر، مما زاد من حالة الإحباط لدى الجمهور المغربي.
اليوم، بات من الضروري مراجعة أداء الجامعات الرياضية المغربية، وفهم الأسباب الحقيقية وراء تراجع مستواها، رغم توفر الإمكانيات والموارد. فهل هو فشل إداري أم تقصير في استثمار هذه الإمكانيات؟ هذا ما يجب أن يُكشف ويُعالج لضمان عدم تكرار نفس الأخطاء في المستقبل .
We Love Cricket