اهتزت أوساط جمعيات المجتمع المدني وساكنة إقليم الرحامنة ضواحي مدينة مراكش على وقع فضيحة بيع دعوات لحضور مسرحية “سدينا” التي تقدمها فرقة “مسرح الحي”. جاءت هذه الفضيحة بعد انتشار تسجيلات صوتية عبر تطبيق واتساب، تظهر تورط أحد المراسلين الصحفيين في عملية بيع الدعوات بمبالغ مالية تتراوح بين 400 و500 درهم.
كشفت جريدة اليقين أن المراسل الصحفي المنتمي لمنبر إعلامي معروف، استغل منصبه لتسويق الدعوات بين الجمعيات المحلية والسكان، بدلاً من توزيعها بشكل مجاني كما هو المعتاد. وأظهرت التسجيلات الصوتية تفاصيل عمليات البيع، حيث ظهر الصحفي يتفاوض مع الجمعيات حول أسعار الدعوات وأماكن تسليمها داخل مقر “مسرح الحي”.
تسبب هذا السلوك في إثارة غضب واسع بين المجتمع المدني وساكنة الإقليم، حيث عبروا عن استنكارهم الشديد لهذه الممارسات التي تسيء لسمعة الفن المسرحي في المغرب. وطالبوا بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتورطين واتخاذ الإجراءات الرادعة لمنع تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل.
في تصريحات للجريدة “”، أكد أحد ممثلي المجتمع المدني أن “هذه الممارسات تشكل تجاوزًا خطيرًا وتستدعي تدخل السلطات المحلية بشكل فوري للتحقيق ومعاقبة المتورطين”. وأشار إلى أن “الفن والثقافة يجب أن يكونا متاحين للجميع دون استغلال أو فساد”.
حتى الآن، لم تصدر السلطات المحلية أي تصريحات رسمية بشأن الفضيحة، لكن الجميع ينتظرون تحرك والي مدينة مراكش لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتحقيق في مدى صحة التسجيلات ومحاسبة المسؤولين.
تأتي هذه الفضيحة في وقت تشهد فيه مدينة مراكش نشاطًا ثقافيًا مكثفًا، حيث تلعب المسرحيات والمهرجانات الثقافية دورًا محوريًا في الحياة الثقافية للمدينة. ويأمل سكان مراكش أن تسهم هذه الفضيحة في تشديد الرقابة على الفعاليات الثقافية لضمان شفافيتها ونزاهتها.
تعد هذه الفضيحة تذكيرًا بأهمية النزاهة والشفافية في تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية. ويجب على الجميع، من مسؤولين وصحفيين ومواطنين وإعلاميين، العمل معًا لضمان أن يكون الفن والثقافة في متناول الجميع دون استغلال أو فساد.