كانت أماني كل الفرق الأفريقية المتأهلة للنهائيات بلوغ المباراة النهائية من كأس أمم أفريقيا، لكن قانون اللعبة لا يأمن بالتمني، بل بالعمل والمثابرة، اليوم جاء موعد مبارتي نصف النهائي، ليبتسم الحظ فيهما للنسور الخضر منتخب نيجيريا والفيلة منتخب الكوديفوار اللذان عبرا معا إلى النهائي.
كان اللقاء الأول بين نيجيريا وجنوب افريقيا، لقاء الندية والقوة والجاهزية، البافانا بافانا منتخب الأولاد الجنوب أفريقيين المحصنين بحارس عنكبوت أنقذهم أكثر من مرة، وصلابة دفاعية استعصى اختراقها من طرف النسور إلا من محاولات محسوبة جاءت بالهدف المرغوب للنسور من ضربة جزاء.
نيجيريا القوية، بالعزيمة والبنية والصلابة والانسجام في اللعب الجماعي والتفوق في الكرات الثنائية، لم يسلم أيضاً من غدر الأولاد الذين أبوا إلا أن يعديلوا النتيجة من ضربة جزاء مماثلة. المباراة امتدت إلى الأشواط الإضافية، لتحتكم لضربات الترجيح، وعلى عكس مباراة الربع، خان الحظ “ويليامز” ووقف إلى جانب رفاق “أوسيمين” ليفوزوا ويعبروا إلى النهائي.
مباراة أصحاب الأرض الكوديفوار والكونغو الديموقراطية كانت بلا شك أصعب لقاء وأبهاهم بين عائد إلى المسابقة بعد فقد الأمل بنتائج غير مشرفة في مرحلة المجموعات، وفهود لم يخسروا قط أي مباراة، لكن لقاء النصف ليس كغيره، الحضور الجماهيري مارس ضغط كبير على الفيلة وأحسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ما جعلهممن يندفعون للظفر بالمباراة، وقد انتهى نصف المباراة الأول بتعادل سلبي، لكن شوط المدربين حمل البشرى للإفواريين، إذ تمكنوا من تسجيل هدف المباراة الوحيد والذي مكنهم من العبور إلى المباراة النهائية.
هي مباراة للتاريخ تلك التي سيلتقي فيها الفيلة والنسور الخضر السبت المقبل، نيجيريا بأمل اللقب الرابع، والكوديفوار نحو استغلال الظروف والفرصة التي قد لا تأتيها مرة أخرى، لإحراز اللقب والحفاظ به بالبلد وإسعاد الجماهير الافوارية.
بقلم: عبد العزيز اقباب