في كل موسم عالمي كروي، تتعالى اصوات الجماهير الأممية، بالافصاح و البوح بكل ما يخالجهم من شعور، إنه الوباء العالمي المنتشر، سيارات متوقفة شوارع خالية، مساجد و معابد و كنائس و بيع المسلمين و الهندوس و البوديين و المسيحيين و اليهود، يلتحمون من أجل الاجتماع في مقر مشاهدة أفيون الشعوب أو إكسير الولاء، قال الدكتور باسكال في كتابه ” كرة القدم و العولمة” أن للدولة ثلاث مرتكزات أرض و سكان و اقتصاد إلا أن الرابعة أصبحت ضرورة توفر على منتخب وطني لتحقيق أهداف الدولة)
و هذا يخدم أجندة الوباء و قد يكون ولاء تخيل معي أننا في زمن استثنائي و هناك شعوب تملأ المقاهي بتصفيقات، آلاف ملايير الدولارات تخسر في سبيل كرة القدم، إعلاما، دعاية، لعبا، تدريبا، تحكيما و إدارة، يا ترى ما هي أبرز أسباب التقاعس و الاتكاء ؟
في ظل انتشار جائحة كرة القدم منذ سنة 1863 أزيد من 150 سنة على تأسيس هذه اللعبة التي عشقها و يتعتنقها و يقدسها الملايير في العالم، إنه الدين العالمي.
لم أفكر يوما في طرح أفكاري بخصوص هذه اللعبة في مقال و لكن في ظل استمرار التبذير و استنزاف الثروات العالمية من أجل طبخ أشياء عديدة. و هذه الطبخة لها رواد كثر في العالم.
لا يمكننا الحسم في مسألة كرة القدم هل وباء أم ولاء، فهجوم العمالقة و حروب الفلسفة السادية المتوحشة في الرياضة المعشوقة، قد تهاجم كل من خالف تعاليم كتابهم المقدس ( شايلاه آ لالة الفيفا، التسليم)
إن أهداف هذه المستديرة في هذا العصر لن يبقى هدفها الأسمى فقط رياضي و منافسات كروية شريفة، بقدر ما نجد أطماعا و مصالح للحكام في استرجاع أمجاد أو في اكتساب أصوات جديدة من أجل حملة انتخابية فاشلة.
لعبت المافيات العالمية أدوار كثيرة في تأكيد هذا الدين العالمي، فإن كانت الديانات تنعم برسل فرسل هذا المعتقد الجديد هم المافيات و النجوم الذين تمت صناعتهم و امتاعهم بالأموال و بالحياة الباذخة.
عامل بسيط في المجال الكروي يحرس ملعب راتبه لا يقل عن 3000 درهم شهريا في حين لاعب كرة القدم قد يصل إلى فوق المليار شهريا، يا ترى ماذا تخفي كرة القدم ؟ و ما هي أهدافها الخفية؟ كل هذه الاسئلة سنجيب عنها في مقال لاحق عنوانه ” كرة القدم دين عالمي جديد و لكن بدون رسول ”
ملحوظة: هذا رأيي الخاص ليس بالضرورة أن تتفق معي، ففي الاختلاف إحياء للحياة.