
نجح المنتخب الإيفواري لأقل من 17 سنة في حصد الميدالية البرونزية في بطولة كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة (CAN U17)، عقب فوزه الصعب والمثير على منتخب بوركينا فاسو بركلات الترجيح (4-1)، بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي (1-1)، في لقاء احتضنه ملعب العربي الزاولي بمدينة الدار البيضاء.
مباراة متوازنة وحسمها “الحراس”
شهدت المباراة تنافساً شديداً بين الفريقين، حيث دخل كل طرف برغبة قوية في انتزاع المركز الثالث ومغادرة البطولة بميدالية. وكان منتخب بوركينا فاسو هو السبّاق إلى التسجيل في الدقيقة 28، عن طريق اللاعب هاليدو دياكيتي، الذي استغل تمريرة مركزة ليهز شباك الخصم ويمنح الأفضلية لفريقه.
وعلى الرغم من هذا التقدم، لم يستسلم المنتخب الإيفواري، بل كثف من هجماته في الشوط الثاني بحثاً عن هدف التعادل. وجاء الفرج أخيراً في الدقيقة 85، بعد مجهود جماعي انتهى بتمريرة حاسمة ترجمها ألينيو حيدرا إلى هدف رائع، أعاد به الأمل لكوت ديفوار قبل صافرة النهاية.
وبعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، لجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح لتحديد صاحب المركز الثالث، وهي المرحلة التي تفوق فيها الإيفواريون بوضوح، حيث سجلوا أربع ركلات ناجحة، مقابل ركلة واحدة فقط للبوركينيين، بفضل تألق الحارس الإيفواري الذي تصدى لركلتين ببراعة.
تطور لافت لأشبال كوت ديفوار
يُعد هذا التتويج بالمركز الثالث إنجازاً معنوياً مهماً للمنتخب الإيفواري الشاب، حيث أظهر لاعبوه مستوىً تقنياً وتكتيكياً مميزاً طوال مشوار البطولة. وقد نال عدد منهم اهتمام كشافي الأندية الأوروبية والمغاربية، خاصة في ظل المهارات الفردية اللافتة لبعض العناصر، والروح الجماعية العالية التي ظهر بها الفريق في أغلب مبارياته.
بوركينا فاسو.. أداء مشرف رغم الخسارة
رغم الخسارة في مباراة الترتيب، فإن منتخب بوركينا فاسو U17 قدّم بطولة مشرفة وبلغ المربع الذهبي بجدارة. وبرز خلال مشواره عدة لاعبين مميزين ينتظرهم مستقبل واعد، كما أظهر الفريق انسجاماً واضحاً في الخطوط الثلاثة، إلا أن نقص التركيز في اللحظات الحاسمة كان سبباً في خسارته هذه المباراة.
المغرب ومالي في النهائي المنتظر
وفي سياق متصل، تتجه الأنظار إلى نهائي البطولة الذي سيجمع بين المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة ونظيره المالي، يوم السبت المقبل، انطلاقاً من الساعة الثالثة بعد الزوال، على أرضية ملعب البشير بمدينة المحمدية.
ويمثل هذا النهائي مناسبة تاريخية لكرة القدم المغربية للفئات السنية، خاصة وأن أشبال الأطلس قدّموا أداءً مميزاً منذ بداية البطولة، بقيادة طاقم تقني وطني أبان عن كفاءة عالية. كما يتوقع أن يشهد اللقاء حضوراً جماهيرياً مكثفاً، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به المنتخب الشاب من الجماهير والإعلام الوطني.
أهمية البطولة في صقل المواهب
تعتبر بطولة كأس إفريقيا للفتيان فرصة ثمينة لصقل مواهب اللاعبين الشباب، وتمكينهم من الاحتكاك بمستويات مختلفة، ما يؤهلهم لاحقاً للعب مع الفرق الأولى سواء في منتخباتهم الوطنية أو الأندية. كما تشكل هذه التظاهرة منصة لاكتشاف نجوم المستقبل في القارة الإفريقية.
اقرأ أيضًا:
نهضة بركان تدخل مرحلة الحسم بكامل عناصرها أمام شباب قسنطينة في نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية
في الختام، تمكنت كوت ديفوار من إنهاء مشاركتها في “الكان” بنجاح معنوي كبير، فيما ينتظر عشاق الكرة الإفريقية مباراة نهائية واعدة بين المغرب ومالي. البطولة تؤكد مرة أخرى أن كرة القدم الإفريقية تزخر بمواهب واعدة تستحق المتابعة والدعم.