آخر الأخبارإقتصاد

لطيفة أخرباش: الإشهار أصبح رهانا سياديا لحماية استقلالية الإعلام الوطني

اليقين/ نجوى القاسمي

أكدت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) في تصريح خصت به جريدة “اليقين ، أن الإشهار لم يعد مجرد نشاط اقتصادي عابر، بل تحول إلى “رهان سيادي” يرتبط ارتباطا وثيقا بمستقبل الإعلام الوطني واستقلاليته.

جاء هذا التصريح على هامش المناظرة الوطنية الأولى حول الإشهار، التي احتضنتها مدينة الدار البيضاء، بمشاركة وزراء ومسؤولين ومهنيين من مختلف القطاعات ذات الصلة.

وقالت أخرباش إن الإشهار في جوهره ليس مجرد أرقام أو حصص سوقية، بل هو خطاب موجه إلى المواطن، يساهم في صناعة الرغبة وبناء الصورة وترسيخ القيم المجتمعية، ما يفرض مقاربة جديدة تراعي أخلاقيات الفضاء العمومي وتضمن الشفافية والإنصاف.

وشددت رئيسة “الهاكا” على أن حماية نزاهة الإعلام الوطني تتطلب الفصل الصارم بين المحتوى التحريري والمضمون الإشهاري، مذكرة بأن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري سبق أن اتخذ إجراءات تأديبية حازمة في هذا الشأن.

كما دعت إلى بلورة عقيدة إعلامية واضحة تحدد بشكل جماعي ما هو مقبول وما هو مرفوض في الفضاء الإعلامي، بما ينسجم مع القيم والثقافة الوطنية المغربية.

وتطرقت أخرباش في حديثها إلى مشكلة حوكمة سوق الإشهار، معتبرة أن غياب الشفافية والعدالة في توزيع الموارد الإعلانية يشكل تهديدًا مباشرًا للتعددية الإعلامية والاستقلالية التحريرية. وأكدت على ضرورة اعتماد آليات دقيقة وواضحة تضمن توزيعا منصفا للموارد بين مختلف المتعهدين الإعلاميين، مع مراعاة التنوع اللغوي والجغرافي والقطاعي.

أما القلق الأبرز، حسب رئيسة “الهاكا”، فيتعلق بـ الهيمنة المتزايدة للمنصات الرقمية العالمية مثل جوجل، ميتا، تيك توك ونتفليكس، التي تستحوذ على حصة كبيرة من سوق الإشهار المغربي دون أن تخضع للضوابط الوطنية. وأوضحت أن هذه الشركات “تحول الجمهور المحلي إلى مصدر ربح، دون أي مساهمة فعلية في دعم المنظومة الإعلامية الوطنية”.

ولمواجهة هذا الوضع، كشفت أخرباش عن مقترح فرض ضريبة خاصة على العائدات الإشهارية لهذه المنصات الرقمية، مستلهمةً تجارب دولية ناجحة، بهدف إعادة توزيع القيمة المضافة لفائدة الإعلام الوطني ودعم الإنتاج المحلي.

وختمت رئيسة “الهاكا” تصريحها بالتأكيد على أن التحرك العاجل في هذا الملف أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط لضمان استدامة القطاع الإعلامي، بل أيضًا لحماية سيادة الخطاب الوطني من التبعية للمنصات العابرة للحدود

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى