المرأة

“لمياء العروسي”إبنة البيضاء تتحدى البطالة بغرابة.

لم تكن الحياة دائما سهلة وسلسة كما يتصورها البعض، فالطريق الذي إختارته “لمياء” لم يكن يسيرا بقدر ما كان حالكا ومليئا بالتحديات والعقبات، أهمها الأساس الإقتصادي أي الرأسمال الذي يعتبر أساس أي إنطلاقة، وأيضا كيفية تقبل المرأة لمثل هكذا مهنة التي كانت حكرا على الجنس الذكري فقط.

إن مهنة غسيل السيارات لا يستهان بها. كونها تستلزم على كلا الجنسين قوة بدنية،وإرادة فولاذية، وعزيمة منقطعة النظير.بغية توفير الإستقرار المادي، وفي هذا السياق أصبحت الورشات المتنقلة لغسيل السيارات من بين المهن التي صعدت وطفت إلى سطح الواقع الناتج عن تطور الإقتصاد الوطني، مما يجعل رهان الإستمرار صعب المنال.
ساهم تكاثر وانتشار هذا النوع من الورشات إلى جانب المحلات القارة في تطوير هذا القطاع الحيوي،بحيث أصبح التركيز على كيفية توفير هذه الخدمة دون الإستعمال المفرط للماء،الذي يعتبر من الموارد الطبيعية التي وجب على الكل الحفاظ عليها وعقلنة إستغلالها، لأن حسب العمليات الحسابية التي أجراها المهنيون المتخصصون، فإن تنظيف سيارة واحدة يكلف ما بين “100”و”150″ لتر من الماء.
ولتفادي هذا التبذير تم إبتكار طرق وتقنيات جديدة ونذكر على سبيل المثال: الغسل بالبخار، وإستخدام بعض المواد الخاصة والمختارة تعيد للسيارة لمعانها ورونقها الجذاب.
والملاحظ أن لمياء ليس وحدها من إختارت هذا النوع من العمل،حيث أنها مهنة أصبحت ملجئا للعديد من الفتيات باختلاف أعمارهن،بعدما أُجبرن على إختيار هذه الوظيفة الشاقة.

وبعد مشوار مهني الذي قارب إتمام سنة كاملة،فقد صرحت “لمياء العروسي” في حديثها ” لوكالة المغرب العربي للأنباء” أنها وجدت في محيطها العائلي هو الأول والوحيد في تحقيق حلمها، عبر توفير حاجيات مشروعها البسيط المتمثلة في: دراجة نارية ثلاثية العجلات، صهريج سعته 300لتر، وأنابيب رش المياه وأيضا شفاطة الغبار والمواد الأخري التي تستعملها للإيفاء بالغرض.
ورأت أن رغم المدة الوجيزة التي قضتها بالميدان والتجارب المتواضعة التي راكمتها خلال هذا المشوار، قد تمكنت من فرض وجودها على مستوى مدينة المحمدية والنواحي، معتمدة في ذلك على حسن المعاملة والإتقان،وعلاوة على ذلك إحترامها للمواعيد المحددة رغم الدينامية التي يعرفها “شارع الزهور” متحدية بذلك الضغط الذي قد تتعرض له.
وكالعادة في كل صباح تخرج هاته الشابة الطموحة دونما كسل أو كلل راكبة دراجتها وعيناها على هاتفها النقال الذي يعتبر وسيطا بينها وبين زبنائها، لم تكتف بالسيارات، لتضيف العناية بالزرابي والسجادات، والواجهات الزجاجية للمحلات التجاية.، لمشروعها.ولتوسيع خريطة ونوعية زبناءها، إستخدمت “لمياء” ملصقات بجنبات الدراجة وتوزيع بطاقات الزيارة على كل من يهمه الأمر، ويحتاج لهذا النوع من الخدمة.

وقد إستطاعت هذه الشابة النموذجية من كسب ثقة الزبناء وذلك حسب شهادات من تعاملوا معها،إن عدم تقاعسها في آداء مهامها على أحسن وجه، فيه نوع من التحدي لنحافة جسمها وضعفها وأيضا إهتمامها بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة لبلوغ النتيجة المشرفة،كلها أسباب ساعدتها في إنجاح مشروعها وكسبها تعاطف جميع من يراها.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى