
شهدت مدينة سبتة المحتلة، فجر السبت، مشهداً إنسانياً مؤلماً بعدما تمكن ما لا يقل عن 54 طفلاً مغربياً ونحو 30 راشداً من الوصول سباحةً إلى الجيب الإسباني، في ظروف جوية صعبة تميزت بـبحر هائج وضباب كثيف، وفق ما أفاد به التلفزيون الإسباني الرسمي.محاولات إنقاذ وسط الخطروأظهرت لقطات بثتها قناة RTVE الإسبانية تدخلات عاجلة من قبل قوارب الحرس المدني لإنقاذ السابحين المنهكين، بينما تمكن بعضهم من الوصول إلى اليابسة بجهود ذاتية، في ظل تحديات مناخية وصحية خطيرة تهدد حياة هؤلاء المهاجرين، لا سيما الأطفال القصر.السلطات المحلية تستنجد بالحكومة المركزيةأكد خوان ريفاس، ممثل الحكومة المحلية في سبتة، أن المدينة لا تملك القدرة الكافية للتعامل مع هذه الموجة الجديدة من الوافدين، قائلاً:”لا تتركونا وحدنا. هذه مسألة تخص الدولة بأكملها، ويجب إيجاد حلول على المستوى الوطني.”وتم نقل معظم الأطفال، وجميعهم تقريبًا من أصول مغربية، إلى مراكز إيواء مؤقتة، حيث سيتم النظر في أوضاعهم القانونية، خصوصاً في ظل القوانين الأوروبية التي تمنع إعادة القاصرين دون ضمانات حماية.خلفيات الظاهرة: موجات تتكرر وسط اليأستشهد مدينتا سبتة ومليلية المحتلتين، الجيبان الإسبانيان المتاخمان للتراب المغربي، موجات متكررة من الهجرة غير النظامية، باعتبارهما الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي مع أفريقيا. وغالبًا ما يستغل المهاجرون ظروفًا جوية استثنائية، مثل الضباب الكثيف، لمحاولة العبور.وفي حادثة مشابهة عام 2021، وثقت وسائل إعلام عالمية محاولة صبي مغربي الوصول إلى سبتة عائمًا فوق زجاجات بلاستيكية، ما خلف ردود فعل دولية بشأن معاناة القاصرين في رحلات الهجرة.معاملة المهاجرين: تمييز قانوني حسب الجنسية والعمربحسب الإجراءات الإسبانية المعمول بها، يتم إرجاع المواطنين المغاربة الراشدين الذين يتم توقيفهم أثناء عبور الحدود إلى بلدهم فورًا، في حين يتم احتجاز القاصرين وتوزيعهم على مؤسسات الرعاية إلى حين البت في أوضاعهم. أما المهاجرون من جنسيات أخرى، فيُنقلون إلى مراكز الاستقبال الخاصة، حيث يُفرج عنهم غالبًا بعد أيام قليلة.مأساة مليلية لا تُنسىتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار الذاكرة المؤلمة لحادث مليلية سنة 2022، عندما لقي ما لا يقل عن 23 مهاجرًا حتفهم في تدافع دموي عند محاولة اقتحام السياج الحدودي، مما أثار انتقادات حادة للسلطات الأمنية الإسبانية والمغربية على حد سواء.
We Love Cricket