آخر الأخبارسياسة

محمد شقير لليقين: الدعم الجزائري للانفصاليين يضعف فرص التسوية مع المغرب

اليقين/ نجوى القاسمي

في خطوة مفاجئة أثارت اهتمام المتابعين للشأن المغاربي والدولي، أعلن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، خلال مقابلة مع شبكة «سي بي إس»، عن عمل فريقه على إتمام «اتفاق سلام» بين المغرب والجزائر خلال 60 يوما

أكد الدكتور محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، في تصريح خص به موقع اليقين أن الاهتمام الأمريكي بالملف المغربي-الجزائري يأتي ضمن استراتيجية الإدارة الأمريكية الرامية إلى تبريد النزاعات وتهدئة الأجواء العالمية.

وأوضح شقير أن هذه الاستراتيجية برزت منذ الحملة الانتخابية لإدارة ترامب، حيث ركزت على التدخل في الأزمات الدولية مثل حرب غزة، ومحاولة ضبط الأزمات الكبرى مثل الصراع الروسي-الأوكراني، وهو ما يعكس اهتمام الولايات المتحدة بوجود تأثير استراتيجي قوي في القارة الإفريقية.

وأضاف شقير أن النزاع المغربي-الجزائري يدخل ضمن هذا الإطار، خاصة وأن الولايات المتحدة تعتبر المغرب عنصرا محوريا لتعزيز استقرار المنطقة وتوسيع نفوذها، لا سيما بعد انسحاب فرنسا من عدة دول أفريقية.

وأشار الباحث إلى أن المغرب اتبع على الدوام سياسة “اليد الممدودة” للتقريب مع الجزائر، بينما ظل النظام الجزائري يعرقل أي جهود للتقارب لأسباب تاريخية وعقائدية، من بينها الحفاظ على أعدائه التقليديين ودعم الانفصاليين، وعدم تحديث البنية السياسية للنظام على مدى عقود.

وأكد شقير أن هذه العقبات تجعل أي مفاوضات محتملة محدودة النتائج من وجهة نظر الجزائر، التي ترى في تقوية المغرب تهديدا لموقعها الإقليمي، بينما تعتبر واشنطن حل النزاع وسيلة لتعزيز المغرب كدولة مركزية في استراتيجيتها والأمن الإقليمي بشكل عام.

وأشار الباحث إلى أن العوامل الداخلية في الجزائر تزيد من تعقيد المفاوضات، حيث يميل الرأي العام إلى التشدد، ويواصل النظام دعم الانفصاليين، مع استمرار اعتماد العقيدة القديمة دون تجديد، ما يعيق أي خطوة تفاوضية حقيقية.

وختم الدكتور محمد شقير تصريحه بالقول إن نجاح أي تقارب مستقبلي بين المغرب والجزائر يعتمد على إرادة سياسية حقيقية، وتجاوز العقليات القديمة، واعتماد مقاربة تشاركية ودبلوماسية تراعي مصالح الشعبين واستقرار المنطقة، مؤكدا أن الاستقرار لن يتحقق إلا من خلال إجراءات ملموسة على الأرض وليس مجرد تصريحات إعلامية.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى