
مريم ركن الدين
في محطة تربوية متميزة ضمن مساري المهني، سعدت هذا الأسبوع بحضور الدورة الوطنية لتقاسم مفردات مشروع المدارس الرائدة، المشروع الذي أصبح يشكل اليوم أحد أعمدة تجويد الفعل التربوي داخل منظومتنا التعليمية.
وقد كان لافتًا ما أبان عنه الزميلات والزملاء المفتشون من جدية عالية، وحس مهني راق، خلال عملية مراجعة وتطوير الوثائق المرجعية التي تؤطر هذا المشروع، سنة بعد أخرى، في سعي دؤوب نحو المزيد من النجاعة والوضوح في التنزيل.
إن المشروع في جوهره ليس مجرد مقاربة تنظيمية أو تقنية، بل يحمل أبعادا ثقافية وتربوية عميقة، تمكن المدرسة المغربية من استعادة أدوارها الحيوية. فهو يسعى إلى ترسيخ ثقافة الجودة والفعالية، من خلال وضوح التوقعات، وضبط أهداف التعلم، وتوفير شروط الممارسة المهنية المنسجمة، سواء على مستوى التخطيط أو التدبير أو التقويم.
وتعد المدرسة العمومية، في صلب هذا الورش، الفضاء الأول للتجريب والتقويم والتحسين، بما يجعل إنجاح هذا المشروع مسؤولية جماعية، يتقاسمها كل الفاعلين التربويين، وعلى رأسهم الأطر التربوية التي توجد في قلب العملية التعليمية التعلمية. ومن هذا المنطلق، فإن الاستماع إلى الأساتذة، ورصد ممارساتهم الميدانية الناجحة، وتحويلها إلى ممارسات فضلى قابلة للتقاسم، يعد أمرا أساسيا لتحقيق التحول المنشود.
مشروع المدارس الرائدة يمثل بذلك فرصة ثمينة لإعادة بناء الثقة في المدرسة المغربية، وتجديد أدوار الفاعلين، وتوحيد الجهود حول رؤية واضحة وواقعية، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية التي تجعل من التعليم قضية ذات أولية بعد القضية الوطنية الأولى وورشا استراتيجيا لبناء مغرب الكرامة والعدالة والإنصاف.
ختاما، فإن نجاح هذا المشروع لن يتحقق إلا بالحوار التربوي الهادئ، والتعاون الفعال بين جميع المتدخلين، والإيمان بأن المدرسة الناجحة لا تبنى بالقرارات والمذكرات والمناشير وحدها، بل بالممارسة اليومية، والتغذية الراجعة وبالإصرار الجماعي على التغيير الإيجابي.
وإنني أرجو بصدق أن تحظى اللغة الأمازيغية، باعتبارها لغة وطنية رسمية إلى جانب العربية، بمكانتها المستحقة ضمن هذا المشروع، من خلال إدماجها في مختلف الممارسات التربوية للمدارس الرائدة، وأنا مستعد بكل التزام للمساهمة الفعلية في هذا الورش الهام.
وفي الختام أوجه خالص عبارات الشكر والتقدير للزميلات والزملاء في الفريقين الوطني والجهوي، على ما أبانوا عنه من كفاءة عالية، وروح مسؤولية، والتزام جماعي بإنجاح هذا الورش التربوي الطموح. كما لا يفوتني أن أتقدم بشكر خاص ومتميز للأخ العزيز، المنسق الجهوي السي لحسن أيت وعبو، على قيادته الهادئة والفعالة، وحسن تدبيره لمختلف محطات هذا المسار بكل حكمة واقتدار كما أتقدم بجزيل الشكر والامتنان للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وللمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الدار البيضاء سطات، على الانخراط الجاد والتواصل وتوفير ظروف الاشتغال والإشراف الفعال على إنجاح هذا الاستحقاق التربوي الهام.
المفتش التربوي
عبد الله بن زنو