مريم دمنوتي تدعو إلى تفعيل الدبلوماسية الموازية التلاميذية من ثانوية محمد الخامس
نظمّت مُنسّقة نادي المواطنة والسلوك المدني الأستاذة الدكتورة مريم دمنوتي بالثانوية التأهيلية محمد الخامس بالقنيطرة يوم الخميس 10 نونبر 2022 ندوة تربوية علمية بمناسبة تخليد الذكرى السابعة والأربعين لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة تحت عنوان :” قطوف من تاريخ المغرب ترسيخا لقيم المواطنة ومغربية الصحراء” انسجاما مع الشعار الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة “من أجل مدرسة ذات جودة للجميع” للدخول المدرسي 2022-2023 وتنزيلا للسياسة التربوية للوزارة الوصية على القطاع الرامية إلى النهوض بالنظام التعليمي الوطني في بلادنا والارتقاء به وذلك لجعل المدرسة المغربية مدرسة الجودة ورافعة للإنصاف وتكافؤ الفرص وتفعيلا للقانون الإطار51-17 الرامي إلى جعل التعليم قضية أساسية تهُم جميع مكونات المجتمع المغربي من مؤسسات رسمية ومجالس ترابية منتخبة وفاعلين جمعويين واقتصاديين وآباء وأسر،…
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بيّنات من الذكرالحكيم ، ثم الاستماع إلى النشيد الوطني ، ثم بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ الدكتور مولاي هشام أزكان الذي سيّر الندوة باقتدارمُرحّبا بالحضور الكريم ، وذكّر بأن الهدف من الندوة هو تحميل الجيل الجديد مشعل المسيرة الخضراء ،مسيرة النماء ، بعدما حمل الجيل السابق مشعل المسيرة الخضراء المظفرة، بعد ذلك ،رحّب السيد مدير الثانوية التأهيلية محمد الخامس بالحضور الكريم شاكرا لشركاء المؤسسة من سلطات محلية والمجلس الجماعي بالقنيطرة وجمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، وهيأة التدريس والهيأة الإدارية والتلاميذ مشاركتهم هذه الندوة بمناسبة تخليد حدث المسيرة الخضراء بأسمى مظاهر الاعتزاز والافتخار.
تناولت الكلمة بعد ذلك مُنسقة نادي المواطنة والسلوك المدني الأستاذة مريم دمنوتي وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة محمد الخامس بالرباط، كاتبة مغربية ،وأستاذة باحثة، تشتغل بمجال التدريس ، لها العديد من الإنتاجات العلمية ، وقد شاركت بمداخلة علمية تحت عنوان :”الصحراء المغربية: تلاحم قوي بين العرش والشعب” بيّنت من خلالها أن حدث المسيرة الخضراء يعتبر حدثا وطنيا تاريخيا مهيبا موشوما في وجدان المغاربة قبل ذاكرتهم ، استطاع أن يشدّ أنظار العالم بفضل ملك عبقري وقائد مبدع ، المغفور له الملك الحسن الثاني طيّب الله ثراه ، فقد شكّلت المسيرة الخضراء أروع صور التماسك والتلاحم بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي في أعظم الملامح النضالية عبر العالم التي حضرت فيها كلّ طقوس الوطنية والتضحية والوفاء والمسؤولية .
وقد أثنت الأستاذة مريم دمنوتي على مشاركة المرأة في المسيرة الخضراء ، واستمعت إلى شهادات حية وصادقة لأمهات وجدات التلاميذ ممن شاركن في هذا الحدث العظيم ، مما يعكس تعلقهن بأهداب العرش العلوي المجيد واستحضرت الأستاذة مريم دمنوتي خطاب الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله :” شعبي العزيز، تيّقنت الآن ،وآمنت، أن المغرب وشؤون المغرب ومستقبل المغرب في أيد أمينة ” ، كما ثمنت المكاسب التي حققتها المملكة المغربية في ملف الصحراء المغربية وفي مقدمتها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح تمثيليات دبلوماسية في أقاليمنا الجنوبية بمدينتي الداخلة والعيون.
بعد ذلك ،تدخل الدكتور حميد اجميلي وهو أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة بمداخلة علمية تحت عنوان :محطات من تاريخ المغرب ترسيخا لمغربية الصحراء “الذي بسط القول في مسارات تاريخ المغرب من التاريخ القديم إلى التاريخ الراهن مرورا بالتاريخ الوسيط والحديث والمعاصر، حيث قدّم خرائط ونصوص تاريخية تؤكد على المجال الجغرافي وعلى مغربية صحراءه وارتباط المغرب جغرافيا ببلاد السودان المغربي عن طريق صحراءه التي كانت مجالا لانتقال العناصر البشرية واستقرارالقبائل ونشاط العلاقات التجارية عبر شرايين الطرق التجارية الضاربة جذورها في عمق الصحراء” . وقد أضاف قائلا :” وقد استمرالملك محمد السادس نصره الله في مسلسل تنمية المناطق الجنوبية وكسب رهان تحديث كلّ مناطق المغرب”.
بعد ذلك تناول الدكتور مولاي هشام أزكان الكلمة قائلا :” إني أكلمكم كابن من أبناء الصحراء لأفتخر بما قدّمه المغرب من أجل تعمير ربوع جنوب المغرب اقتصادا وتعميرا ويجب علينا إذكاء الحض الوطني من أجل إشعاركم وإشعار هذا الجيل الجديد بوطنيته والافتخار بذلك “.
ثم تقدمت إحدى تلميذات المؤسسة لقراءة قسم المسيرة أمام الحضور الكريم . تناولت مُنسقة نادي المواطنة والسلوك المدني الدكتورة مريم دمنوتي في كلمة ختامية قائلة : ” إننا نهدف اليوم من خلال هذه الندوة إلى تنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح التربوي داخل مؤسستنا التربوية في مجال التربية على قيم المواطنة وتنمية الإحسان بالوطن والولاء له لدى المتعلمين والمتعلمات من أبناءنا وبناتنا، وتعتبر مناسبة ذكرى المسيرة الخضراء قوية لا ستحضارالتلاحم القوي بين العرش والشعب .كما دعت إلى تفعيل دور الأندية التربوية حتى تؤدي المدرسة أدوارها ووظائفها وقد دعت الأستاذة مريم دمنوتي قائلة : ” تلاميذتي الأعزاء ينبغي أن تكونوا سفراء لبلدكم على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما اننا نعيش في مجتمع رقمي “. كما بيّنت أن الهدف من تنظيم الندوة هو الدفاع عن مغربية الصحراء كرهان أساسي وطموح مستقبلي لنا من خلال الدبلوماسية الموازية التلاميذية داخل مؤسستنا ، وتمكين المتعلمين والمتعلمات من آليات الترافع عن مغربية الصحراء في المحافل الوطنية والدولية . وأكدّت أننا نُشكّل اليوم جبهة وطنية للتصدي لأعداء وخصوم الوحدة الترابية، مُلتفين حول القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، حيث أشارت إلى أن قضية الصحراء المغربية لم تعد قضية الدولة المغربية والدبلوماسية السياسية المغربية فقط بل أصبحت قضيتنا جميعا انسجاما مع خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله :”إن قضية الصحراء المغربية هي جوهر الوحدة الوطنية للمملكة المغربية وهي قضية كل المغاربة جميعا ، وهو ما يقتضي من الجميع كل من مواقعه مواصلة التعبئة واليقظة للدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية وتعزيز المنجزات التنموية والسياسية التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية”.