أدب و فنإيكولوجيا وعلوم

أمطار الخير تنعش سدود جهة الرشيدية: ارتفاع منسوب المياه بالحوض المائي كير-زيز-غريس

شهدت المملكة المغربية خلال الأسابيع القليلة الماضية هطول أمطار غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية في عدد من الجهات، مما ساهم في تحسين الوضعية المائية بسدود متعددة بعد شهور من التراجع والجفاف. وقد جاء هذا التحول في وقت حاسم، حيث تعاني عدد من المناطق من انخفاض حاد في الموارد المائية وتأثيرات التغير المناخي.

وزارة التجهيز والماء: بلاغ رسمي يكشف عن أرقام مشجعة

أفادت وزارة التجهيز والماء في بلاغ رسمي أن كمية المياه المخزنة بعد هذه الأمطار بلغت أزيد من 263 مليون متر مكعب، وهي كمية تفوق مجموع الاستهلاك السنوي من الماء الصالح للشرب بالنسبة لجهة الدار البيضاء الكبرى، ما يعكس أهمية التساقطات الأخيرة ودورها في دعم الأمن المائي الوطني.

سدود درعة واد نون في المقدمة

أبرز البلاغ أن من بين السدود التي استفادت من هذه التساقطات، كان سد المنصور الذهبي الواقع قرب مدينة ورزازات، حيث استقبل ما مجموعه 63 مليون متر مكعب من المياه. وارتفعت نسبة ملء هذا السد بـ 69% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما يعكس الأثر الإيجابي المباشر للأمطار الأخيرة على هذا المرفق الحيوي.

سدود الحوض المائي كير-زيز-غريس: استفادة كبيرة بالرشيدية

من جهة أخرى، استفادت سدود الحوض المائي كير-زيز-غريس بإقليم الرشيدية من 60 مليون متر مكعب من الموارد المائية الجديدة، لتحتل بذلك الرتبة الثانية على الصعيد الوطني من حيث الكميات المخزنة بعد هذه الأمطار. ويُعد هذا الرقم مشجعًا بالنظر إلى وضعية هذه السدود خلال الشهور الماضية، حيث كانت تعاني من نقص حاد في الواردات المائية.

أهمية الحوض المائي كير-زيز-غريس

يمتد الحوض المائي كير-زيز-غريس على مساحة واسعة بإقليم الرشيدية ويعتبر موردًا أساسيًا لمياه الشرب والفلاحة المحلية، خصوصًا في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرفها الجهة. وقد شكّلت التساقطات الأخيرة دفعة قوية لإعادة التوازن المائي وتحفيز الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالمياه مثل الزراعة المستدامة وتربية المواشي.

تحديات مستمرة رغم التحسن

رغم التحسن الملحوظ، يؤكد خبراء أن الوضع لا يزال هشًا، وأنه من الضروري اتخاذ تدابير احترازية مستدامة لتدبير المياه، مثل:

  • تحديث شبكات توزيع الماء للحد من التسربات.
  • دعم الفلاحين في اعتماد تقنيات السقي بالتنقيط.
  • تنمية وعي المواطنين بترشيد الاستهلاك.

نحو استراتيجية مائية متكاملة

في هذا السياق، تُعتبر الأمطار الأخيرة بمثابة اختبار طبيعي لقدرة البنية التحتية الوطنية على استيعاب التحولات المناخية. ومن المنتظر أن تدفع هذه المعطيات وزارة التجهيز والماء إلى تسريع جهود تحديث وتوسيع قدرات السدود، وتعزيز التنسيق مع الفاعلين المحليين لتطوير خطط استباقية تعتمد على التخزين الذكي وتحلية المياه وإعادة استخدامها.


مقال ذو صلة:

للاطلاع على أثر الأمطار الاستثنائية على عودة الحياة إلى بحيرة صحراوية، ننصحك بقراءة هذا المقال:
عودة الحياة إلى بحيرة إريقي بعد أمطار استثنائية: إنجاز بيئي في قلب الصحراء المغربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى