مشادة حادة تحت قبة البرلمان بين وهبي وبرلمانيي البيجيدي بسبب قانون مهنة العدول

اليقين/ نجوى القاسمي

شهدت الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، مساء الاثنين، توترا غير مسبوق، بعدما تحوّل سؤال لفريق التجمع الوطني للأحرار حول مشروع القانون المنظم لمهنة العدول إلى مواجهة كلامية حادة بين وزير العدل عبد اللطيف وهبي وأعضاء المجموعة النيابية للعدالة والتنمية.بداية الخلاف اندلعت عقب تعقيب تقدّمت به البرلمانية هند الرطل بناني، عضو لجنة العدل والتشريع، التي اعتبرت أن الصيغة الحكومية لمشروع قانون مهنة العدول تمثل تراجعا عن خلاصات الحوار الوطني، وتمس بعدد من المكتسبات، كما تُقصي المرأة العدل من مواقع المسؤولية، وتغيب عنها ضمانات الولوج العادل للمهنة مشيرة كذلك إلى ما اعتبرته تجميدا غير مبرر لملفات الدكاترة الراغبين في ولوج المهنة.

تعقيب بناني أثار غضب وزير العدل، الذي ردّ عليها بنبرة حادة قائلاً: لم تعبّري عن موقف من القانون، بل اكتفيتِ بسرد بيان يشبه بيانات مجلس الثورة

.هذا التعليق فجر غضب فريق العدالة والتنمية، ودفع البرلماني عبد الصمد حيكر إلى طلب نقطة نظام، حيث شدد على واجب الاحترام المتبادل بين الوزراء والنواب، معتبرا أن وصف تعقيب زميلته بــبيان ثورة يخرق أخلاقيات النقاش البرلماني.

الوزير وهبي تمسك بموقفه، وردّ على حيكر قائلا إن تعقيب برلمانية البيجيدي يحمل أحكاما مسبقة ولا يعكس نقاشا تشريعيا حقيقيا، مضيفا أنتم قدمتم بيانا وأنا وصفته بذلك

كل واحد يتحمل مسؤوليته، وانتهى النقاشوهذا الرد زاد من حدة التوتر داخل القاعة، ودفع برلمانيي البيجيدي إلى الاحتجاج من جديد، متهمين الوزير بتفادي الإجابة عن جوهر السؤال وتهريب النقاش إلى لجنة العدل والتشريع.

ورغم محاولات رئيس الجلسة ضبط الإيقاع، عاد وهبي ليخاطب نواب البيجيدي قائلا أنا مستعد للنقاش الجدي، لكن وفق الدستور وفي قضايا جوهرية، وليس وفق بيانات سياسية تُستغل لركوب ملفات مهنية

وأضاف منتقدا هل بهاته لطريقة سوف نذهب للانتخابات؟ ببيانات مجلس الثورة ؟.

وفي سياق توضيحه لمسار مشروع القانون، أكد وزير العدل أن نصّ مهنة العدول صادقت عليه الحكومة، وأنه سيحال قريبا على مجلس النواب، مبرزا أن وزارته أدخلت تعديلات متعددة عليه، بعد تلقي ملاحظات من العدول ووزارة الأوقاف والحاصلين على الدكتوراه. واعتبر وهبي أن مناقشة المشروع داخل اللجنة البرلمانية هي السبيل الأجدى لتجنب اللبس ولضمان نقاش عميق ومسؤول

الجلسة انتهت دون تهدئة كاملة للتوتر، لتنضاف هذه المواجهة إلى سلسلة من السجالات التي طبعت علاقة وهبي بعدد من الفرق البرلمانية، خاصة في الملفات التشريعية ذات الحساسية المهنية والسياسية.