
اليقين/ نجوى القاسمي
عادت حركة “جيل Z” إلى الشارع من جديد، مساء أمس الخميس 9 أكتوبر 2025، بعد توقف قصير، لتؤكد أن نبض الشارع المغربي لم يخمد وأن مطالبها الاجتماعية والاقتصادية لا تزال مرفوعة بقوة. فقد نظّم المئات من الشباب وقفة احتجاجية سلمية بالقرب من مبنى البرلمان في الرباط، رفعوا خلالها شعارات تطالب بإصلاحات عميقة تمس قطاعات حيوية، في مقدمتها التعليم والصحة، إلى جانب دعوات صريحة إلى إقالة الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش.
الوقفة التي اتسمت هذه المرة بغياب أمني لافت مقارنة بالتظاهرات السابقة، مرت في أجواء هادئة وسلمية، إذ اكتفت العناصر الأمنية بمتابعة الوضع من مسافة دون أي تدخل مباشر، ما أضفى على المشهد طابعًا مدنيًا واضحًا.
وبين الهتافات المنددة بـ“الفساد” والمطالبة بـ“العدالة الاجتماعية”، حرص المحتجون على تأكيد سلمية تحركاتهم ورفضهم القاطع لأي تخريب للممتلكات العامة أو الخاصة. كما دعوا إلى محاسبة المسؤولين المتورطين في ملفات الفساد، وإطلاق سراح المعتقلين الذين شاركوا في تحركات سلمية خلال الأيام الماضية.
وشارك في الوقفة عدد من الشباب الفنانين الذين وجّهوا رسائل إلى وزارة الثقافة، مطالبين بسياسات جديدة تراعي طاقاتهم الإبداعية وتمنحهم فضاءات حقيقية للتعبير. كما حضرها حاملو شهادات عليا عاطلون عن العمل، شددوا على حقهم الدستوري في التشغيل والكرامة، معتبرين أن الأمل في الإصلاح لا يمكن أن يتحقق دون حوار مجتمعي حقيقي.
وفي تصريح لموقع اليقين ، عبّر الشاب عن استيائه مما وصفه بـ“صمت الحكومة المفرط”، قائلا: “هذه الحكومة تلتزم الصمت طويلا، وعندما تتحدث يكون ذلك بعد فوات الأوان. لنكن واضحين رئيس الحكومة يمثل الشعب المغربي، لكنه يغيب عن الحوار المجتمعي، ويتعامل مع ملفات حساسة بمنطق تضارب المصالح واستغلال النفوذ. نحن أمام قضايا كبيرة، منها ملف دعم مستوردي الأبقار، الذي تصل ميزانيته إلى ما يقارب ثلاثة مليارات درهم، أي نحو مليار وثلاثمائة مليون دولار.

أضاف ان الاحتجاجات التي تشهدها البلاد اليوم ليست سوى صرخة سلمية مشروعة من شعب يحب وطنه، ويريد أن يراه واقفا على قدميه. واكد نطالب بعدالة اجتماعية حقيقية، لا بسياسات تُضعف الطبقة المتوسطة وتُعمّق هشاشة الفئات الضعيفة. لا يعقل أن تستفيد ثلاث جهات من نصف ميزانية الدولة، فيما تتقاسم تسع جهات الأربعين في المئة المتبقية.
لافة ان احتجاجاتنا سلمية ودستورية، نرفض أي عنف أو تخريب، لكننا في المقابل نطالب الدولة بأن تستمع قبل أن ترد، وأن تفهم قبل أن تبرر، لأننا نريد حلولا جذرية ومشروعة، لا مجرد مسكنات
وبهذا، تعيد حركة “جيل Z” تأكيد حضورها القوي في المشهد المغربي، وسط تصاعد الضغوط الشعبية على الحكومة لفتح قنوات حوار حقيقية والاستجابة لمطالب اجتماعية واقتصادية تزداد إلحاحاً يوماً بعد يوم.
We Love Cricket