أوشحت قبيلة ولاد هلال، غطاء العروس المسمّى “تاكنبوشت”، ومنسوجات أخرى استلهمتها قرى فمّ زكيد العربية من جيرانها الأمازيغ، معروضات من بين ما يضمّه متحف الرواد دار الباشا بمراكش في معرض جديد.
وانطلق هذا المعرض في شهر أكتوبر الجاري بعنوان “فم زكيد.. مِن الملح إلى الخيط”، ومِن المرتقب أن يستمرّ إلى العاشر من شهر يناير من السنة المقبلة (2021).
وافتُتِح هذا المعرض بمتحف دار الباشا بمراكش، بحضور عثمان الفردوس، وزير الثقافة والشباب والرياضة، وكريم قسي لحلو، والي جهة مراكش آسفي، والمهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، وعبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، والعربي بلقايد، عمدة مراكش، وعزوز بوجميد، المدير الجهويّ للثقافة، وفيليب كاسيناف، القنصل الفرنسي.
وقال بيان للمؤسّسة الوطنيّة للمتاحف إنّ فضل تنظيم هذا المعرض يعود إلى جامع التّحف لوسيان فيولا، الذي “اقتسم شغفه مع الجمهور المغربيّ”.
وانطلق هذا المعرض بمجموعة مختارة من أوشحة قرى قبيلة وْلاد هلال المسماة “القناع”، و”تعتبر الأجمل في المنطقة؛ إذ تختلف الأوشحة ذات الاستعمال اليوميّ عن نظيرتها المخصّصة للاحتفالات من حيث بساطة زخارفها، وتتكلّف العروس بتطريز وشاحها بنفسها، سواء لارتدائه يوم الزفاف أو في مناسبات أخرى”، كما تطرز غطاء رأس العروس المسمّى “تاكنبوشت”، مصحوبا بعصابة لتثبيته على الجبين.
وجاء في النصّ التقديمي للمعرض أنّ المغرب كان “على مرّ التاريخ مركزا مهمّا داخل شبكة القوافل والتجارة عبر الصحراء. وساهمت قوافل الملح والعاج والذّهب منذ قرون عديدة في رسم الطريق التي تطوّرَت بفضلها التجارة بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء؛ إذ ظهرت مجتمعات من إثنيّات مختلفة نتيجة لازدهارها، واستقرت مجموعات بشرية تنحدر من إفريقيا جنوب الصحراء في بادئ الأمر في كلّ من الجنوب الشرقي، والجنوب الغربيّ لسجلماسة ودرعة، وفي صحراء مرزوكة ثم في فم زكيد، قبل أن تنتشر في جميع أرجاء المغرب”.
وأضاف المصدر ذاته إنّ هذه المجموعات “ساهمت في إضفاء طابع إفريقيّ على إنتاجات نساء القرى العربيّة والأمازيغيّة بمنطقة ولاد هلال ناحية فم زكيد، التي ما فتئت تنتج أوشحة مطرزة، وتحيك أغطية وعصابات مصبوغة للرّأس، مشبعة بحمولة روحانية قادمة من إفريقيا جنوب الصحراء، وشاهدة على تلاقح تاريخيّ، إثني وفني عميق” بين المغرب والقارة الإفريقية.
We Love Cricket