مقال رأي : مشكلتنا مع اسرائيل نحن العرب حسب وجهة نظر
جمال الحداوي من الخميسات
كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن التطبيع مع دولة اسرائيل واصبح الجميع يقدمون وجهات نظرهم غير اني وقبل تقديم وجهة نظري الشخصية البسيطة والمتواضعة لابد لي من الإشارة الى نقطة من الأهمية بمكان فان الذين خططوا لبناء دولة اسرائيل اساسا هم الغرب اي الدول الأوروبية بالإضافة إلى امريكا منذ وعد بيلفور فهؤلاء خططوا على المدى البعيد والطويل ولكن العقلية الإسرائيلية التي سكنت البلدان العربية ودرست العقلية العربية جيدا كانت تعرف معرفة يقينية انه كلما طال الصراع العربي الإسرائيلي، كلما كانت النتائج في صالح اسرائيل وإلا كيف يعقل أن يهاجر ٱلاف اليهود اوطانهم العربية من المغرب وتونس والجزائر وليبيا واليمن وسوريا ولبنان والعراق ومصر متنكرين لأوطانهم من اجل ديانتهم والسؤال الذي يطرح نفسه بحدة هو هل جميع الملوك والرؤساء العرب في مرحلة الحرب تلك ارغموا مواطنيهم من اليهود على مغادرة الأوطان بالطبع لا،، ولكن القيادة السياسية في اسرائيل أنذاك هي التي كانت ترهب المنتسبين إلى الديانة اليهودية بالخطر الوهمي المحيط بهم وكانت الفكرة الجهنمية عند القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية تنبني على تعمير الأرض المحتلة بالنازحين من اليهود القادمين من الدول العربية اولا من من اوروبا وباقي دول العالم ثانيا ثم من افريقيا البائسة الفقيرة ثالثاً.
وبعد ذلك شرعت اسرائيل في المضايقة السرية والعلنية على الفلسطينيين كما شرعت في بث الفرقة والنزاعات بين العرب بعضهم البعض كما أن اسرائيل مع مرور الزمن بدأت ترسم مخططها الصهيوني الاستعماري وعملت بمساعدة الأمريكان على تطوير اسلحتها وبناء اقتصادها مباشرة بعد الهزيمة العربية ضد العدو الإسرائيلي الغاشم،،، ولعل من بين اهم واخطر الملاحظات التي لا تغيب على عاقل هي ان اكبر السفاحين والمجرمين في دولة اسرائيل المحتلة اصبحوا يجهرون بانتماءاتهم في الأصل الى بلدان عربية إلا ان هذا الإنتماء لم يغير من عقيدتهم الإجرامية شيئا وتنكروا للبلدان التي احتضنتهم والأن بعد التطبيع نرى العديد منهم يهللون ويتظاهرون بالفرح والغبطة من اجل صلة الرحم مع الأوطان هيهات هيهات فتلك امانيهم لكنني في هذا المجال بالضبط اشير الى حدث واحد فقط فاليهود عندما تعرضوا للمحارق النازية تعرضوا لظلم قاس وعنيف ووحشي فلماذا هم اليوم يمارسون هذه الأعمال الشنيعة ضد الفلسطينيين بل لعل اغبى انسان في العالم إذا هو قارن بين ما تعرض له اليهود على يد النازية وما يتعرض له الفلسطينيون على يد الصهاينة سيعتبر( الصهاينة) من سلالة النازية ولا فرق بينهما في فنون الإجرام والظلم واحتقار الآخرين، فالنخبة الحاكمة في اسرائيل تحاول بكل اساليب المكر والخداع المعروفة في العالم تسويق مسلمة الإرهاب ومحاربته هذه المسلمة التي اصبحت بعض الدول العربية الديكتاتورية تعتمدها قاعدة اساسية لقمع معارضيها وقهر شعوبها المطالبة بأبسط الحقوق والحريات الأساسية لضمان العيش الكريم ومن هذا المنطلق لابد لي من تسجيل العديد من الملاحظات اولها ان صفقة القرن التي خطط لها الرئيس الأمريكي السابق مازالت مستمرة وسارية المفعول لآن العديد من الدول العربية ومع كل الأسف والحسرة طبعت واخرى في طريقها إلى التطبيع وثانيا كل الدول العربية صارت تنظر إلى اسرائيل على انها الدولة الوحيدة القادرة على منح هذه الدول المطبعة طوق نجاة للخروج من ازماتها،،، طبعا ومن وراء اسرائيل يختفي الوجه الحقيقي لأمريكا كما يختفي النفاق الاجتماعي للعديد من الدول الأوروبية،، اضف الى ذلك ان الدول الإسلامية نفسها تعيش حاليا نوعا من التخبط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مع ظهور وباء كرونا الذي القى اوبئة الدمار الصحي الشامل على العالم،، امام هذه المتغيرات وما يقابلها من مستجدات اظن ان القناعة الوحيدة التي توصل إليها الفلسطينيون جميعا اليوم وهي ان الكفاح المسلح يبقى مشروعا ومستحقا لاسترجاع ولو ابسط الحقوق في غياب الدعم العربي المشكوك فيه مؤخرا، وفي قلة الدعم اوتراجعه من قبل النخب المثقفة والشوارع العربية التي قل وخبا صيتها تحت عومل عدة اهمها العوامل السياسية .