
حسن جبوري
أصبحت ظاهرة قيادة الشباب والمراهقين للدراجات النارية في أوقات متأخرة من الليل، وبشكل متهور، مصدر إزعاج متزايد للمواطنين، خصوصا في الأحياء السكنية مثل (الزيتون والبساتين 7 ومرجان وغيرها). إذ يعمد بعض الشبان والمراهقين إلى تشكيل ما بات يعرف بـ”مجموعات الدراجات النارية“، التي تتميز باستخدام مكبرات صوت عالية المستوى، وإدخال تعديلات على محركات الدراجات لتوليد أصوات مزعجة، ما يؤدي إلى اضطراب راحة السكان ومنعهم من النوم في كثير من الأحيان.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على كونها مجرد إزعاج بيئي فحسب، بل تعد اعتداء صريحا على حق المواطنين في العيش بهدوء، كما تمثل انتهاكا صارخا لقوانين السير والمرور وللآداب العامة. كما أن هذه المجموعات قد تكون سببا في وقوع حوادث مرورية مفاجئة، نتيجة السرعة الزائدة وعدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية.
وإزاء هذا الوضع، يفرض الواقع تحركا عاجلا من قبل السلطات المحلية والجهات الأمنية، من خلال تشديد الرقابة على المناطق المتضررة، وتكثيف الدوريات الليلية، ومعاقبة المخالفين بغرامات رادعة وفقا للقانون. كما يجب أن تلعب الأسر والأوساط التربوية والمجتمع المدني دورا محوريا في إعادة توجيه الشباب نحو استغلال أوقاتهم بشكل بناء، بعيدا عن الممارسات المزعجة والمخالفة.
إن الحل الحقيقي والمستدام لهذه المشكلة لا يمكن أن يعتمد فقط على الجانب التأديبي، بل يتطلب حملة شاملة للتوعية والتربية على احترام الآخرين وحقهم في الحياة الهادئة والآمنة. وهو هدف لن يتحقق إلا بتضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة والدولة، وبتعاون المجتمع بمختلف مكوناته.