تظل زاوية سيدي الشيخ العربي منارة مفتوحة للجميع، تستقبل الزوار والمريدين في كل الأوقات، إلا أن أبوابها تفتح على مصراعيها بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تحتضن ملتقى سيدي أحمد الهواري لإحياء التراث الصوفي. هذا الملتقى يحمل رسالة سامية تعكس الجوهر الروحي للإسلام، متمثلاً في التمسك بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
عندما يُذكر موسم سيدي أحمد الهواري، يتبادر إلى ذهن البعض خطأً أنه مرتبط بالبدع والشرك، وهذا بعيد كل البعد عن الحقيقة. فالملتقى ليس له أي علاقة بمثل هذه الممارسات، اللهم إذا كان المقصود هو “الحضرة”، والتي تعد موضوعًا مختلفًا تمامًا. في جو من الروحانية، يتضمن هذا الحدث مجموعة من الأنشطة الثرية؛ تبدأ بمسابقات قرآنية ومحاضرات متنوعة، تتناول مواضيع تهم التصوف والعلوم الدينية، وتختتم بالأذكار النبوية التي تضفي على المكان نفحات إيمانية عميقة. ويأتي المريدون من مختلف أقطار المملكة المغربية للاحتفال بمولد سيد الخلق، معبرين عن فرحتهم بهذا الحدث الجليل.
يتم تنظيم ملتقى سيدي أحمد الهواري بدقة متناهية من قبل إدارة الموسم، حيث تُرتب الأوقات بعناية لتتناسب مع مواعيد الصلاة، وجبات الطعام، والوصلات القرآنية والأذكار بين الفرق المشاركة والمريدين من الزوايا الأخرى. هكذا، يظل هذا الملتقى صرحًا يجمع بين الأصالة والروحانية، محتفيًا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم في جو من المحبة والذكر.