آخر الأخبار

من طنجة إلى الكويرة: الوحدة الترابية للمغرب راسخة لا تتزعزع

يعتبر التواصل الاستراتيجي سلاحا اساسيا للدفاع عن قضايا الأمة، و يتيح لحامله ان يتصدى بمنطق القوة الناعمة لهجمات الاعداء. و المثال الساطع على ذلك ما فعله النشطاء المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا ردًّا على احتجاز فريق نهضة بركان لكرة القدم بمطار هواري بومدين في الجزائر، بسبب خريطة المغرب الكاملة.

ان هؤلاء النشطاء اتّخذوا منصّات التواصل ساحةً لمعركةٍ افتراضية، دافعوا فيها عن وحدة بلادهم، ونشروا خريطة المغرب كاملةً غير مبتورة من طنجة إلى الكويرة، مرفقةً بعباراتٍ تُندّد بالاستفزازات الجزائرية المتكرّرة.إنّ هذه الخطوة تُجسّدُ فهمًا عميقًا لماهية التواصل الاستراتيجي, وأهمّيته في تمرير الرسائل وتثبيت المواقف. فلم يكتفِ النشطاء بنشر الخريطة، بل رافقوها بشرحٍ لموقف المغرب العادل والثابت من قضية الصحراء، وكشفوا زيف الادعاءات الجزائرية، وفضحوا ممارساتها الّلاأخلاقية.

و لم تقتصر حملةُ التضامنِ على داخل المغرب بل امتدّت لتشملَ المغاربةَ في الخارج، ممّا يدلّ على أنّ وحدةَ الوطنِ راسخةٌ في قلوبِ أبنائه، وأنّهم مستعدّون للدفاعِ عنها في كلّ زمانٍ ومكان.

إنّ هذه الروحَ الوطنيةَ العاليةَ تُشكّلُ رادعًا قويًا لنظام الجنرالات وتُؤكّدُ بما لا يدع مجالا للشك أنّ المغربَ لن يتنازلَ عن شبرٍ من أرضه، وأنّ سيادته على صحرائهِ مُحقّقةٌ لا رجعةَ فيها.إنّ ما فعلهُ النشطاءُ المغاربةُ يُعدّ نموذجًا يُحتذى به في كيفيةِ استخدامِ التواصلِ الاستراتيجيّ للدفاعِ عن القضايا الوطنية.

فالتواصلُ الاستراتيجيّ ليس مجرّدَ نشرٍ للرسائلِ، بل هو فنٌّ يراد منه توظيف الكلمة الحاسمة في الزمن المناسب، و التأثير في الرأيِ العامّ، وتحقيق الأهدافِ المنشودة.

ولذلكَ، فإنّه من المهمّ أن نُدركَ جميعًا أهمّيةَ هذا السلاحِ وأن نُتقنَ استخدامه للذود عن قضايا الوطن و مصالحه.

وختامًا، دعونا نتفق على فكرة اساسية : إنّ وحدةَ المغربِ من طنجةَ إلى الكويرةِ خطٌّ أحمرُ لا يمكنُ تجاوزهُ، وانّ الشعبَ المغربيّ مُستعدٌّ كل الاستعداد للدفاعِ عن هذهِ الوحدةِ بكلّ الوسائلِ و السبل المشروعة.

كاتب و استاذ باحث

خبير الرقمنة و الذكاء الاصطناعي

المعهد العالي للاعلام و الاتصال، الرباط

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى