موجة من صُنّاع المحتوى المصريين اتخذوا من مهاجمة الجزائر مادة رئيسية في فيديوهاتهم في محاولة مكشوفة لاستمالة تعاطف المغاربة

حسام_إشوا @اليقين
في الآونة الأخيرة، ظهرت موجة من صُنّاع المحتوى المصريين على منصات التواصل الاجتماعي ممن اتخذوا من مهاجمة الجزائر مادة رئيسية في فيديوهاتهم، ليس بدافع الخلاف السياسي أو التاريخي الحقيقي، بل في محاولة مكشوفة لاستمالة تعاطف المغاربة وجلب مشاهدات سريعة. هذا النوع من المحتوى لا يُعبر عن موقف سياسي ناضج، بل عن انتهازية إعلامية تقتات على الخلافات بين الشعوب وتُحولها إلى مادة استهلاكية.ما يثير الاستغراب أن هؤلاء الأشخاص غالباً ما يتجاهلون واقع بلدانهم، ويتغاضون عن الأزمات العميقة التي يعيشها المواطن المصري البسيط، من ارتفاع أسعار إلى بطالة خانقة، ومن تدهور في البنية التحتية إلى مشاكل التعليم والصحة. في الوقت الذي كان الأولى فيه أن يوجهوا محتواهم إلى نقد بناء يلامس قضايا مجتمعهم، يختارون القفز على الخلافات الإقليمية لتسويق أنفسهم كمناصرين للمغرب ضد الجزائر.لكن المغاربة ليسوا جمهوراً ساذجاً. قد يتفاعل البعض لحظةً مع هذا النوع من الخطاب، لكن عموم الشعب المغربي يدرك تماماً الفرق بين التضامن الصادق والمواقف الانتهازية. فالدعم الحقيقي لا يأتي عبر سب الآخرين، بل عبر تقديم محتوى يحترم وعي المتلقي ويتعامل معه كشريك في بناء فكر حر ونقاش مسؤول.هؤلاء الذين يتصدرون المشهد الرقمي اليوم بمقاطع تهاجم الجزائر، سيجدون أنفسهم في الغد خارج اللعبة، لأن المحتوى القائم على الشتم لا يدوم. الكراهية ليست مشروعًا، والتصعيد المجاني لا يصنع تأثيراً مستداماً. بل على العكس، يُعمّق الفرقة ويُضعف مصداقية من يروّج له، حتى أمام جمهوره الذي قد يصفق له اليوم لكنه سيسأله غداً: وماذا قدّمت لنا غير الضجيج؟صُنّاع المحتوى، سواء في مصر أو غيرها، يتحمّلون مسؤولية ثقافية لا يستهان بها. فالكاميرا والميكروفون أدوات قادرة على توجيه الرأي العام، وصناعة الوعي، أو تدميره. وعليه، فاستغلال الأزمات بين الدول من أجل مكاسب رقمية، يُعدّ شكلاً من أشكال الإفلاس الأخلاقي، الذي لا يليق بمن يطمح لأن يكون له دور حقيقي في مجتمعه.الأشقاء في الجزائر والمغرب ومصر، شعوب يجمع بينها أكثر مما يفرقها. ومن العيب أن نسمح لبضع دقائق من “الترند” أن تمزق أواصر الأخوة، أو أن نصمت على من يحاول تسويق الفتنة بوجه مبتسم وكلام
We Love Cricket