موريتانيا ترفض طلب البوليساريو فتح “سفارة” بنواكشوط وتؤكد تمسكها بخيار الاستقرار الإقليمي

جددت موريتانيا موقفها الثابت والرافض لأي محاولة من جبهة البوليساريو لإقامة ما يسمى “سفارة” لها في نواكشوط، مؤكدة أنها لن تسمح بأي تمثيل رسمي للحركة الانفصالية على أراضيها، في رد واضح على طلب تقدمت به الجبهة في محاولة للحصول على اعتراف رمزي.
ويعكس هذا القرار تمسك السلطات الموريتانية بسياسة الحياد الإيجابي والواقعية السياسية، ورفضها الانخراط في مساعٍ تراها “متجاوزة” وغير منسجمة مع تطورات المشهد الإقليمي، خصوصاً في ظل تراجع نفوذ البوليساريو وعزلتها المتزايدة دولياً.
فبحسب مصادر سياسية مطلعة، تأتي الخطوة الموريتانية كـ رسالة قوية مفادها أن نواكشوط لن تنساق وراء حسابات قديمة مرتبطة باتفاقيات الجزائر لسنة 1979، وأن أولويتها اليوم هي تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة الساحل، وليس الانخراط في نزاعات انفصالية فقدت مشروعيتها.
وتزامن الموقف الموريتاني مع تنامي التوتر داخل مخيمات تندوف، حيث تتزايد الانتقادات الموجهة لقيادة الجبهة برئاسة إبراهيم غالي، في وقت أكد فيه مجلس الأمن الدولي، من خلال القرار 2797، أن مقترح الحكم الذاتي المغربي يمثل الحل الجدي والواقعي الوحيد للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
ويؤشر هذا الرفض على تحوّل موازين القوى في المنطقة لصالح المغرب، وعلى دعم متنامٍ للرؤية المغربية القائمة على السلام والتنمية والتعاون الإقليمي، مقابل انحسار التأييد للخطاب الانفصالي الذي تتبناه البوليساريو.
وبهذا، تكون نواكشوط قد وجهت رسالة دبلوماسية واضحة مفادها أن الشرعية والمصداقية لا تُمنح لمن فقدها داخلياً ودولياً، وأن أي محاولة للبحث عن “اعتراف رمزي” خارج السياق الواقعي ستظل محكومة بالفشل والعزلة.
We Love Cricket




