آخر الأخبارسياسة

نبيل بنعبد الله: غرور الحكومة يغرق السياسات العمومية في الفراغ

اليقين / نجوى القاسمي

في ظل الاحتجاجات الشبابية السلمية التي شهدتها الساحة الوطنية مؤخرا، يبدو أن رسائل هذه التعبيرات لم تصل بعد إلى أروقة السلطة التنفيذية كما ينبغي. الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، لم يكتف بتسجيل هذه الوقفات الاحتجاجية، بل اعتبرها انعكاسا صادقا لـنقائص وسلبيات فشلت الحكومة في معالجتها، مذكرا ا بأن فشل السياسات العمومية لا يقتصر على نتائجها الظاهرة، بل يمتد ليطال جوهر القدرة على الإصغاء، والحوار، والتواضع السياسي.

ويبدو من خلال تصريحات بنعبد الله  لجريدة اليقين  على هامش هامش الجامعة السنوية التي ينظمها حزب التقدم والاشتراكية، صباح السبت  4 أكتوبر بالرباط  أن الحكومة، في تقدير الحزب، غرقت في وهم الإنجاز غير المسبوق، معتبرةً أن كل ما قامت به سابقا الحكومات السابقة كان عديم القيمة، وهو وهم يعكس ضعفاً سياسياً ويزيد من اتساع الفراغ الديمقراطي. فغياب الاستماع والاهتمام بالمقترحات البديلة يكرس حالة من العزلة السياسية التي تضعف من مصداقية المؤسسات وتبعدها عن نبض المواطن.

الحزب، وفقا لخطابه، لا يقدم وصفات جاهزة، لكنه يرفع شعار الحوار مؤكدا على ضرورة إشراك الشباب، والفئات المجتمعية المختلفة، والهيئات السياسية والنقابية، في مسعى لبناء بديل ديمقراطي تقدمي.

هذه الدعوة، وإن كانت نبيلة في مضمونها، لكنها تطرح تساؤلات حول جدية الحكومة في تقبل البدائل، وما إذا كانت السياسة المغربية قادرة فعلا على استيعاب التغيير دون اصطدام بالمصالح الراسخة أو بالثقافة الإدارية التقليدية.

كما يشير بنعبد الله إلى أن التغيير لا يمكن أن يكون شعارات على الورق، بل يحتاج إلى إصلاحات حقيقية تعيد الثقة للمواطن، وتطلق دفعة اقتصادية ملموسة، وتعيد الاعتبار للسياسات الاجتماعية في التعليم والصحة والخدمات العامة، بعيداً عن مظاهر الريع والمحاباة.

بنعبد الله أكد أن الحزب يسعى لفتح نقاشات مع مختلف الفئات، وعلى رأسها الشباب، مشيرا إلى أن أي بديل ديمقراطي حقيقي يتعين أن يقوم على إصلاحات عميقة تعيد الثقة للمواطن في السياسة، وتمنح دفعة اقتصادية حقيقية بعيدا عن مظاهر تضارب المصالح والريع والرشوة، وهو انتقاد مباشر للممارسات الحكومية التي يبدو أنها تكرس عدم المساواة والبيروقراطية المقيدة للتنمية.

ومع ذلك، تظل التساؤلات قائمة: هل الحكومة مستعدة فعلا لتقبل هذه البدائل؟ وهل الحراك الشبابي سيجد من يستمع إليه، أم ستظل هذه المطالب مشروعة لكنها بلا صدى في أروقة السلطة؟

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى