أخبارجهاتمجتمع

هذا ما حكاه لنا نادل مقهى بطنجة توقف عن العمل

وصلت بالناس السربالة أو “كماريرو” كما يطلق على دلك أهل الشمال …كيخرجو الصباح مع 8 …كيحسسو عائلتهم راه خارجين خدامين…هو مسكين غا خارج باش يبان راه خدام عندو بريكول …كيبقى يدور في الشوارع يضرب في طريق …غير غادي مسكين…

كيترجى الله …يلقى شي حد يهز معاه شي تقدية…شي كاميو كيشارجي شي سلعة …شي واحد يتسخر ليه مقابل دراهم معدودة…شي كليان نتاعو قديم اجود عليه بشي بقشيش….

كيظل نهار كامل هو كيدور في زناقي …مثلا كيهبط من السانية فطنجة …كينزل حتى لكاسابارطت ولا لكاسطيا كيبقى جابد عليها تا كيلقى راسو فشي حي بعيد على بلاصة سكن…كيقلب على سوق أو ديبو يخدم فيه حمال ….

لعشية تا يرجع بداكشي لي قسم الله …على أساس راه خدام …وليداتو مرتو…ما عرفنش حقيقة أنه كيخرج بزيرو درهم تا طرونسبور ولا فلوس الكرامبيا ما عندوش باش يركب كيبقى غير غادي كليموترات على رجليه مهم ما يبقاش في الدار يشفوه وليداتو يعرفو راه ما لقاش خدمة من بعد ما كان كيجيب فجيبوا يوميا الصرف لي كيوصل حتى ل600 درهم فالنهار “بروبينة”…هذا شي واقع شفتو قدامي …
المهم دوم الحال من المحال…

وتعتبر عاصمة البوغاز أو كما يطلق عليها ” غول الغلاء المعيشي ” قاطرة في هذا الميدان، لتواجد آلاف المقاهي بكل الشوارع والاحياء وحتى الأزقة و أمام المؤسسات التعليمية والمساجد، والمعامل والمصانع، حتى أضحى شعارها (ما بين مقهى ومقهى توجد مقهى… وما بين بيتزريا وبيتزريا بيتزريا أخرى ….وما بين طاكوس وطاكوس طاكوس آخر ….وما بين ملبنة وملبنة ملبنة أخرى…. وما بين سناك وسناك سناك آخر…..والقائمة طويلة) واقعا حقيقيا. هذه المقاهي تشغل شريحة كبيرة من اليد العاملة ، التي تعد مصدر نجاح هذا المشروع أوذاك ،على اعتبار أن المقهى أصبحت جزءا لا يتجزأ من يوميات “غالبية” المواطنين، و هناك من اتخذها مقرا لتسيير شؤونه المهنية كسماسرة العقار و السيارات ممتهني التهريب وحتى النصب والاحتيال على عباد الله و كل شيء، بالاضافة الى جيل المتقاعدين و العاطلين . هذه اليد العاملة كيف هي أوضاعها الاجتماعية ؟ و ماذا تجني من عملها ؟
فئة متضررة تعاني “الحرمان” وكيف حالها اليوم مع رمضان وكورونا…

تؤكد معطيات الواقع أن الفئة العاملة بالمقاهي أغلبيتها رجعات كتسعى فالزناقي وهي الأكثر تضررا و الأكثر حرمانا من أبسط الحقوق ، فلا تغطية صحية و لا ضمان اجتماعي ولا بطاقة شغل عند الغالبية – مع بعض الاستثناءات طبعا ، زد على ذلك ضعف الأجرة، دون أن ننسى المعاملات العنيفة لبعض أصحاب المقاهي أو المطاعم أو مسيروها ، خصوصا إذا كان صاحب المقهي متواجدا يوميا أو سبق ليه كان تاجر في العشبة وما كيفرقش مابين الحمال في البحر وكماريرو وهاد المستثمرين فطنجة غي هوما لي كيشكلوا الأغلبية …. ، فما أن يجلس زبون حتى تنطلق صيحات صاحب المقهى أو الضرب بالملعقة على صحن من وراء (الكونتوار) والمراد بذلك دفع النادل الى الإسراع بالتوجه الى ذلك الزبون ، وأخذ طلباته ، واذا ما فشل النادل في ذلك يتعرض لوابل من كلمات اللوم قد تعجل بفقدانه للعمل إن تكررت. هذا النادل لا يقتصر عمله على تسلم الطلبات وتقديمها للزبناء، بل هو من يفتح المقهى حوالي الساعة السادسة صباحا ويضع الموائد والكراسي ويشعل الفرن استعدادا لاستقبال الطلائع الأولى لزبناء الفترة الصباحية الذين ألفوا تناول الفطور في وقت مبكر. وقبل ذلك، فالنادل هو من يقوم بجمع الكراسي في ساعة متأخرة من الليل ويقوم بتنظيف المكان (التجفاف) بالماء والصابون و “جافيل” ، كل ذلك مقابل أجرة تتراوح بين 1500 حتى ل2000 درهم للمحظوظين منهم، فيعتمد الواحد منهم خلال يوم عمل على جود وكرم الزبناء وعلى بيع السجائر ب” التقسيط”، وإن لم يكن حازما في الأمر فالعديد من الزبناء المعطلين أو الأجراء يحتالون عليه في عدد السجائر و حتى بعض الكؤوس أو المشروبات، خصوصا في فترة المباريات الرياضية للبارصا مع الريال، فالعديد منهم يتمم دخله من ما يجود عليه بعض الزبناء أو من دخل بيع السجائر لاتمام (الروسيطا).

ولأن أغلبهم من المتزوجين ولهم أبناء، فإنهم يتحملون مسؤوليات نحو أسرهم وأبنائهم تبدأ من كراء البيت ومصاريفه ومصاريف الأبناء المدرسية و الصحية والمناسباتية.. تضع النادل في مواقف جد محرجة، وللتخفيف من هذه الأعباء، يحاول العديد منهم البحث عن موارد اضافية عن طريق فرص أخرى للعمل، يربطون علاقات مع بعض منظمي الحفلات والأعراس لمنحهم العمل ليلا أو نهاية الأسبوع.

إن مشكلة هؤلاء أنهم لم يجدوا لحد الساعة وخاصة في زمن كورونا من يتكلم باسمهم، فهم ممنوعون من الإنخراط في العمل النقابي، التهديدات التي يتلقونها من أرباب المقاهي تمنعهم من تأسيس جمعيات للدفاع عن أوضاعهم، اللهم بعض التحركات القليلة في هذا المجال، والتي لم تستطع فرض نفسها كناطق رسمي معبرا عن معاناتهم وأوضاعهم الاجتماعية، كل ما استطاعت القيام به هو بعض المواقف الاجتماعية على قلتها، أما الحقوق المهضومة فلا أحد يستطيع إيصالها أوحتى البوح بها أمام تسلط و تجبر بعض أصحاب المقاهي، والذين يحتفظون بنسخ من بطاقة التعريف الوطنية لكل نادل و عامل داخل المقهى ،من أجل الضغط على المعني في أية لحظة…..

.والله يجبر الحال وكيف كيقولوا لي ما خرج من الدنيا ما خرج من عقايبها….

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى