رغم الشروع تدريجيا في تخفيف القيود المفروضة على المواطنين ابتداء من الأسبوع الماضي، غير أنه لازال يفصلنا الكثير عن العودة إلى نمط الحياة الطبيعية الذي كان سائدا قبل الجائحة.
ويعد تنظيم الحفلات والأعراس واحد من الأنشطة التي من المستبعد أن يتم الترخيص لها خلال الفترة القادمة، حيث أكد الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن جميع الأبحاث الصادرة حديثا تشير إلى أن نسبة المرضى الذين التقطوا عدوى كورونا بالأماكن المغلقة تبلغ 80 في المائة.
كما اعتبر الدكتور حمضي في تصريح صحافي أن الأعراس المغربية تقام عادة داخل قاعات مزدحمة ومغلقة وتفتقر إلى التهوية الجيدة وتدوم لساعات طويلة، كما أن التزام المدعوين بارتداء الكمامات يبقى أمرا غير وارد بالمرة، وبالتالي فإن الترخيص لهذا النشاط في هذه الفترة بالذات يعد مجازفة حقيقية.
وقد كشفت أزمة كورونا عن هشاشة قطاع مجهزي الحفلات في المغرب، الذي يعتمد نشاطه على سلسلة من المهن الصغيرة والمترابطة في ما بينها، وأثر التوقف التام للأنشطة منذ بداية تفشي فيروس كورونا، بسبب إلغاء حفلات الزفاف أو تأجيلها إلى أجل غير معلن، على القطاع بالكامل رغم كونه موسميا بالأساس.
يعاني مهنيو قطاع مجهزي الحفلات من العديد من المشكلات جراء توقف أنشطتهم المعتادة بسب جائحة كورونا، حيث أعرب هؤلاء عن تأزم وضعيتهم المادية والاجتماعية والنفسية التي يعيشونها نتيجة توقف عملهم بعد تمديد منع كافة المناسبات الاجتماعية والتظاهرات الفنية والثقافية.
كما اشتكى مجهزو الحفلات من الضرر الكبير والإفلاس اللذين لحقا مهنيي القطاع جراء قرارات الحكومة التي سمحت باستئناف نشاط أغلب القطاعات الأخرى، واستثنت قطاع تجهيز الحفلات والأعراس.
وعرف قطاع تجهيز الحفلات انتكاسة حقيقية على جميع المستويات، حيث لوحظ عجز أصحاب القاعات وعدم قدرتهم على تسديد مستحقات الإيجار، ودفع شيكات الموردين الدائنين، بالإضافة إلى ما اعترضهم من مشكلات في تسديد قروض استهلاكية وسيولة حصلوا عليها لمواجهة هذه الأزمة الصحية.
We Love Cricket