هشام عبود: الأنظمة المغاربية تتقاطع في قمع الصحافة وغياب التضامن الإعلامي

اليقين/ نجوى القاسمي

في مداخلة على خلفية الندوة سلط الصحافي والكاتب الجزائري هشام عبود الضوء على واقع الإعلام في المنطقة المغاربية، مؤكدا أن الأنظمة المغاربية، رغم اختلاف توجهاتها السياسية، تشترك في قاسم واحد هو قمع حرية الصحافة وتكميم الأصوات المستقلة.

وقال عبود إننا نعيش اليوم مرحلة تاريخية دقيقة من مسار الشعوب المغاربية، مشيرا إلى أن المغاربة يتمتعون بانفتاح على الغرب وبإمكانات فكرية ومهنية كبيرة، لكن قبل أن نحمي أنفسنا من الأنظمة، يجب أن نحمي أنفسنا من أنفسنا في إشارة إلى ما وصفه بانعدام روح التضامن المهني داخل الجسم الصحافي المغاربي.

وأضاف بنبرة نقدية حادة أن بعض الصحافيين يفضلون الانبطاح للنظام أو التحول إلى “سلعة بين يديه”، بل ويصل الأمر بالبعض إلى تبرير قمعهم أو التغاضي عن قمع زملائهم، مما يعمق أزمة حرية التعبير في المنطقة.

وكشف هشام عبود عن حادثة اختطافه في برشلونة هذا العام من طرف منظمة إجرامية تابعة حسب قوله لجهاز المخابرات الجزائرية، مؤكدا أن وسائل الإعلام العالمية تناولت الحدث بشكل واسع، بينما ساد الصمت التام في الإعلام المغاربي.

وأضاف بأسف أن الصحف الإسبانية والإيطالية خصصت روبورتاجات حول القضية، في حين لم تتناولها أي وسيلة إعلام مغاربية، رغم أنني أكتب في صحف مغربية وتونسية وليبية وأعرف العديد من مديريها.

وختم عبود مداخلته بالتأكيد على أن غياب التضامن بين الصحافيين في المنطقة أخطر من القمع الرسمي نفسه، داعياً إلى بناء “مظلة عقلية” مهنية تحمي الإعلاميين من الأنظمة وتمنحهم القدرة على ممارسة عملهم بجرأة واستقلالية.