تعتبر السوسيولوجيا من بين العلوم المهمة التي من خلالها نستطيع فهم طباع وسلوكيات وتفكير مجتمع من المجتمعات. وهنا يحضرني سؤال مركزي وجوهري، هل حقا نحن بحاجة لسوسيولوجيا؟ لمقاربة الواقع المغربي خصوصا بعدما إنتشار مؤخرا فيديو لمجموعة من الشباب يرمون رجال القوات المساعدة بالحجارة بمدينة الرباط وقضية إغتصاب وقتل البريئ عدنان، من هنا نكون حقا أمام حاجة ماسة لعلم الإجتماع نهيك عن قضايا الإنتحار والتعذيب والمثلية، وإذا كانت الحاجة ملحة لهكذا علم، فأية سوسيولوجيا لأي مغرب ؟هذا السؤال العميق الذي طرح سلفا من طرف كثيرون متخصصون ومثقفون ومهتمون.
إن المتأمل لتاريخ المغرب السوسيولوجي يصادف أن السوسولوجيا المغربية هي وليدة صدفة تواجد الإستعمار الفرنسي بإعتبار هذا الأخير كان لزاما عليه أن يقوم بدراسة إجتماعية وأنتروبولوجية من أجل فهم الواقع والإنسان المغربيين ومن هذا المنطلق ولدت السوسيولوجيا المغربية،ولم يعرف هذا العلم تطورا ومواكبة مغربية إلا بعد تأسيس ماسمي بالمعهد السوسيولوجي سنة 1960 من القرن الماضي، وبرغم من هذا ظلت السوسيولوجيا المغربية مجرد فلسفة إجتماعية انطلاقا من إحتقار البحث العلمي ودور علماء الإجتماع وحتى النفس الذين ظلوا حبيسي النظرية ولم يستطيعوا أن يصلوا للتطبيق بحيت نسخت نظريات بعينها وحاولوا تطبيقها مغربيا، غير أن الخصوصية تظل لها حيز وازن ومهم ضمن الدرس السوسيولوجي لكل مجتمع من المجتمعات. فالتنظير والممارسة السوسيولوجية هو الحل الوحيد لتحويل الواقع إلى وعي وإخضاعه لسيطرتنا.
We Love Cricket