
أعلنت مجموعة Hop Lun، المتخصصة عالميًا في صناعة الملابس الداخلية والبحرية ومقرها هونغ كونغ، عن استحواذها على شركتين مغربيتين تعملان في مجال إنتاج الملابس النسائية الراقية، في خطوة تُعد من أبرز التحركات الصناعية في منطقة شمال إفريقيا خلال عام 2025.
وتشمل الصفقة التي يُنتظر إتمامها بشكل نهائي قبل نهاية العام، شركتي Tobago وChantelle (عبر فرعيها المغربيين “فاماكو” و”أتما”)، واللتين تُشكّلان معًا قاعدة صناعية متكاملة بمدينة الدار البيضاء، بطاقة إنتاجية تتجاوز 2.4 مليون قطعة سنويًا.
وفقًا لبيان رسمي صادر عن مجموعة “هوب لون”، فإن دمج هذه الوحدات الصناعية سيمكن من إنشاء منصة إنتاج مغربية متكاملة، تشغل حوالي 800 عامل، وتُصنَّف كإحدى القواعد الرئيسية للشركة على الصعيد الدولي.
وقد عبّر الرئيس التنفيذي للمجموعة، إريك رايد، عن سعادته بانضمام الفرق المغربية إلى أسرة “هوب لون”، مؤكّدًا أن هذه الخطوة تعكس ثقة المجموعة في كفاءة اليد العاملة المحلية، وفي الإمكانات الصناعية التي يوفرها المغرب باعتباره وجهة مستقرة ومتطورة في القارة الإفريقية.
وأكد رايد أن عملية الاستثمار ستتم وفق رؤية تعتمد على التنمية المستدامة، من خلال نقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة إلى المصانع المغربية، بهدف رفع جودة الإنتاج وتعزيز قدرة المغرب على تقديم منتجات نسيج عالية القيمة المضافة، وهو ما يتماشى مع توجه الشركة نحو صناعة ذكية تخدم الأسواق الأوروبية والأمريكية بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
تأتي هذه الخطوة في سياق خطة توسعية أطلقتها “هوب لون” عقب استحواذ صندوق الاستثمار الأمريكي Platinum Equity على الشركة سنة 2022. ومنذ ذلك الحين، نفذت المجموعة خمس صفقات استحواذ في آسيا وأمريكا، من بينها عمليات في بنغلاديش، الصين، ولوس أنجلوس، لتوسيع شبكة الإنتاج العالمية وتلبية الطلب المتزايد من كبار الموزعين العالميين.
يرى خبراء الاقتصاد أن اختيار المغرب لم يكن محض صدفة، بل هو نتاج موقعه الجغرافي المميز القريب من السوق الأوروبية، إضافة إلى توفره على اتفاقيات تجارة حرة، وبنية تحتية لوجستية متطورة، أبرزها ميناء طنجة المتوسط، ما يسمح بسرعة التوريد ويقلل من التكاليف.
كما يُعزز الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة، إلى جانب كفاءة اليد العاملة المغربية، من جاذبية البلاد كمركز استقطاب لصناعات النسيج الراقية، خصوصًا في ظل توجّه عالمي متزايد لنقل سلاسل الإنتاج من آسيا نحو إفريقيا وأوروبا الجنوبية.
من خلال هذه الصفقة، يؤكد المغرب مجددًا أنه لا يُنظر إليه فقط كوجهة استثمارية منخفضة التكلفة، بل كشريك صناعي موثوق قادر على احتضان التكنولوجيا والابتكار. ومع انضمام “هوب لون” إلى قائمة المستثمرين الكبار، يدخل قطاع النسيج المغربي مرحلة جديدة، تقوم على التصنيع الذكي والتوسع العالمي.
We Love Cricket