
اليقين/ نجوى القاسمي
في مشهد سياسي يزداد تعقيدا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يتصدر الجدل من جديد حول من سيتبوأ المرتبة الأولى في صناديق الاقتراع. تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، جاءت لتعيد النقاش إلى مربعه الأول صراع ثنائي على قيادة الحكومة، بين حزبه وحزب التجمع الوطني للأحرار، وكأن المشهد السياسي برمّته محصور في هذا الاصطفاف الحاد.
ابن كيران، خلال لقاء تواصلي بمراكش آسفي، امس الأحد 7 دجنبر الجاري لم يخف اعتقاده بأن التنافس الحقيقي على رئاسة الحكومة المقبلة سيكون بين الحزبين، موجها كلامه لرئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش بلهجة مباشرة حملت كثيرا من رسائل التحدي.
غير أن اللافت في هذا السجال ليس فقط تنافس الحزبين، بل تحوّل السلطة إلى هاجس يتقدّم على مطالب المواطنين وأولوياته و حول من يستحق قيادة المرحلة المقبلة، يغيب عنصر أساسي عن الخطاب المتبادل إرث ثقيل من القرارات الاقتصادية، وعلى رأسها تحرير أسعار المحروقات الذي تمّ في عهد بنكيران، ولا يزال المواطن يؤدي ثمنه حتى اليوم.
ورغم أن بنكيران يظهر اليوم بموقع الناقد للحكومة الحالية، فإن الرأي العام لا ينسى أن قرار تحرير أسعار المحروقات اتخذ خلال ولايته سنة 2015، في خطوة قدمت حينها بوصفها إصلاحا ضروريا لإنقاذ المالية العمومية
.لكن هذا القرار تحول تدريجيا إلى عبء مباشر على القدرة الشرائية، خصوصا بعد رفع الدعم وترك الأسعار لآليات السوق، في غياب آليات حماية موازية
وبقدر ما انتقد بنكيران تمرير الحكومة الحالية لقوانين لا تخدم المواطن فإن ولايته بدورها شهدت تمرير إصلاحات بنيوية مؤلمة، من أبرزها إصلاح التقاعد ورفع سن التقاعد وتقليص المعاشات، إلى جانب قرارات مالية اتخذت دون ضمانات اجتماعية كافية.
We Love Cricket




