ورزازات…”بأيد ماهرة… أطفال يتجاوزون خطر الإعاقة بفضل جراحات خلع الورك الولادي”

فيرادي سهيل

في إطار سعي المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بناصر التابع للمندوبية الاقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بورزازات الدائم إلى تطوير وتعزيز جودة الخدمات الصحية بما يلبي احتياجات المرضى ويرتقي إلى مستوى التوقعات، قام فريق طبي متخصص في جراحة الأطفال تابع لهذا الأخير والمثمثل في كل من الدكتور رشيد اخلق والدكتورة منار قريشي، وطبيبين اختصاصيين في التخدير والانعاش الدكتورة سارة معتز والدكتور أمين عباد، وفريق تمريضي متكون من أربعة ممرضين في التخدير والانعاش، أربعة ممرضين متعددي التخصصات، ممرضين بوحدة التعقيم، ممرضي وحدة جراحة الاطفال، مساعد في العلاج.، وطلبة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالإضافة إلى البروفيسور عبد المنعم الشرقاوي اختصاصي في جراحة العظام للأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء وعلى مدى يومين متتاليين (الأربعاء 28 والخميس 29 ماي 2025 ) بإجـــــــراء ثلاث عمليات جراحية دقيقة بالمركب الجراحي لمعالجــــة حالات خلع الــــــــــورك الـــــــــــــولادي المعقــــــــدة لدى الأطفال « Luxation Congénitale de la Hanche » لفائدة ثلاث طفلات يبلغن من العمر على التوالي ثلاث سنوات، خمس سنوات ونصف، وسبع سنوات. حيث أجريت لهن هذه العمليات بالجهة اليسرى وتجدر الإشارة إلى أن الطفلات كن قد خضعن لعمليات مماثلة بذات المستشفى يومي 19 و20 فبراير الماضي حيث أجريت لهن سابقا عمليات خلع الورك الولادي في الجهة اليمنى.

وتُعد هذه الخطوة استكمالا لخطة علاجية دقيقة ومرحلية، تهدف إلى تصحيح الخلع الثنائي للورك لدى الطفلات، وتمكينهن من استعادة الحركة الطبيعية ومنع تطور الحالة إلى إعاقات دائمة. وقد تمت العمليات بنجاح ووفق أعلى معايير السلامة الطبية، وبمتابعة مكثفة من الفريق الطبي المختص بجراحة العظام لدى الأطفال الذي يسعى إلى تقديم تدخل جراحي للأطفال الذين يعانون من خلع الورك الولادي المتأخر أو المعقد وكذا تقليل نسب الإعاقة الناتجة عن عدم علاج الخلع في المراحل المبكرة.

وتدخل هذه المبادرة في إطار الجهود المبذولة لتوفير الرعاية الصحية التخصصية للأطفال، وضمن مبادرات التدخل الجراحي الإنساني الرامي إلى تحسين جودة حياة الأطفال المصابين بهذا التشوه الخلقي، من خلال إجراء عمليات جراحية تصحيحية عالية الدقة.

ويُعدّ هذا النوع من العمليات من الجراحات المعقدة التي لا تُجرى عادةً إلا في المستشفيات الجامعية ، نظرًا لما تتطلبه من دقة عالية، وتخصص نادر في جراحة عظام الأطفال. إلا أن الفريق الطبي لجراحة الأطفال بمستشفى سيدي حساين بناصر والطاقم التمريضي أثبتا قدراتهما على تنفيذ هذه التدخلات الدقيقة بنجاح باستخدام أحدث التقنيات الجراحية وذلك تحت إشراف البروفيسور عبد المنعم الشرقاوي اختصاصي في جراحة العظام للأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء مما يعكس تطور الكفاءات الطبية المحلية والبنية الجراحية بالمستشفى.
وقد حققت هذه العمليات نجاحا طبيا مميزا، حيث استقرت حالة جميع الطفلات، وبدأن مراحل المتابعة والتأهيل لما بعد الجراحة مما خلف صدى طيبا لدى عائلاتهن. ويؤكد هذا النجاح التزام المستشفى بتقديم خدمات طبية عالية الجودة، خاصة للحالات المعقدة، وتوفير أفضل سبل العلاج والرعاية للأطفال، بما يحقق لهم جودة حياة أفضل ومستقبلًا أكثر أمانًا.

وبهذه المناسبة يتوجه مدير المركز الاستشفائي الإقليمي الدكتور عبد اللطيف المتوكل بجزيل الشكر وخالص الامتنان للطاقم الصحي الذي ساهم في إنجاح هذه العمليات، وبالشفاء العاجل للطفلات.