
اليقين/ نجوى القاسمي
في مداخلة مشحونة بالبعد القيمي، شدّد وليد الكبير، الإعلامي والناشط الحقوقي الجزائري، على أن الإعلام المغاربي مطالب اليوم بأن يكون ضميرا حيا للأمة لا أداةً للولاء للسلطة، منتقدا ما وصفه بـتحول بعض المؤسسات الإعلامية في المنطقة إلى فضاءات تُعمّق القطيعة وتُغذّي خطابات الكراهية بدل أن تكون جسوراً للتواصل والتفاهم بين الشعوب المغاربية.
وأكد الكبير، خلال مشاركته في الندوة المغاربية حول الإعلام والقضايا الكبرى في المنطقة المغاربية، أن السؤال الجوهري المطروح اليوم هو: هل الإعلام في بلداننا يرضي السلطة أم يعكس نبض المجتمع وضمير المواطنين؟
مشيرا إلى أن فقدان الإعلام لاستقلاليته يحوّله من مرآة للحقيقة إلى أداة للتأثير الموجه
.واستحضر المتحدث نماذج من المشهد الإعلامي في الجزائر وليبيا، حيث عمّقت الانقسامات السياسية والانحيازات الحزبية من هشاشة الممارسة الإعلامية، ما جعل الكلمة تتحول حسب قوله إلى أداة للحرب بدل أن تبقى مرآة صادقة للواقع .
كما لفت إلى أن التحول الرقمي، رغم ما منحه من آفاق للتعبير الحر وتعدد الأصوات، أصبح في الوقت ذاته يهدد جوهر المهنة بسبب غياب المعايير المهنية وانتشار الأخبار المضللة، داعيا إلى ترسيخ ما سماه “التربية الإعلامية”، أي تعليم المتلقي كيفية التحقق من المصادر والتمييز بين الحقيقة والدعاية.
وختم وليد الكبير مداخلته بالتأكيد على أن الصحافة ليست مجرد مهنة بل هي ضمير الأمة، مشددا على أن الإعلامي المغاربي يجب أن يكون ملكا للشعب لا للدولة، وأن يكتب التاريخ بصدق ومسؤولية بعيدا عن منطق الانحياز أو الخضوع
We Love Cricket




