منتدى القراء

يوميات طالبة جامعية مع زينب عبد اللوي


تصفحت للمرة الرابعة صفحة وزارة التعليم، لا أخبار عن المنحة الجامعية! اغلقت الهاتف ورميته بعيدا…وزعت نظراتي على الغرفة فوجدت صديقتاي فاطمة وأميمة لا تزالان نائمتين أو فقط تتظاهران بذلك ليمر اليوم سريعا.
قمت بكسل وفتحت نوافذ الغرفة..آآه رائحة السمك المشوي تنبعث من مطبخ جارتنا ذكرتني بأمي وأطباقها اللذيذة، كم اشتقت إليك يااأمي ولكل تفاصيلك ،هذا الشعور لايعرفه إلا من يدرس بعيدا عن أسرته. أيقظت فاطمة لأسألها عن ما سنطبخه اليوم فأجابتني كالعادة[لي بغيتي] تقصد ان أطبخ مايحلو لي وماأشتهيه على أساس انني سأدخل إلى مطبخ شميشة أو في مسابقة “ماستر شيف”ههه .
اتجهت نحو الركن المخصص للطهي في غرفتنا أو مانسميه بالمطبخ، بدا لي خاليا ويبث الكآبة في النفس ،فتحت صندوقا نخزن فيه الدقيق وبعض المؤونة رحماااااك يااا الله لقد وصلنا إلى الحضيض… ثم فتحت بعض الأكياس فوجدت حفنة أرز لا أعلم من أي قرن خزنت هناك ،انضمت إلي أميمة تسألني عن طبق اليوم أجبتها بحماس مصطنع بأني سأطبخ (السوشي الياباني )😁.
وضعت الأرز في الإناء وأضفت إليه القليل من الملح وبعض الزعفران ،فلم نكن نتوفر على توابل أيضا.
وضعت الأكل على الطاولة! لقمتين فقط كانتا كافيتين لأعرف أنه غير قابل للإبتلاع ،…نظرت إلي فاطمة وأميمة فانفجرنا نحن الثلاثة بالضحك الذي سرعان ماتحول إلى سعال قوي عند أميمة نظرنا إليها بتمعن فوجدنا لونها شاحب وشفتيها اخذتا لونا باهتا ،فقد فقدت ما يقارب أربع كيلوغرامات في شهر واحد ،فمنذ أزيد من أسبوعين لم نكن نتناول سوى وجبتين في اليوم وأحيانا خبز جاف مع الشاي طيلة اليوم.
نعم،لقد أصبحنا مفلسين فقد دفعنا مانملك من مال لصاحبة البيت ولم نوفر إلا مبلغ الحافلة التي نستقلها عند العودة لأهلنا ..وبالرغم من اننا نصرف الكثير ونخسر كل أموالنا إلا أننا نحتفظ بقدر محدد للحالات الحرجة لا قدر الله.
(حقيقة وواقع معاش)
#zineb abdellaoui

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى