تم بمكتبة الألفية بالرباط، يوم الأربعاء الرابع عشر فبراير الجاري، تقديم الإصدار الجديد المغنون ب “الباشادور” لعميد الرواية المغربية الدكتور حسن أوريد وذلك بحضور عدد غفير من المهتمين بالأدب والتاريخ المغربيين.
تميز حفل التوقيع هذا بحضور جماهيري غفير، حيث أن “الكاتب حسن أوريد لم يعد لديه قراء بعد كل الإصدارات التي أجادت بها جعبته، بل أصبح لديه جمهور ومريدين” وهي شهادة جاد بها أحد الحاضرين باللقاء، والذي شهد له بقرائته جميع مؤلفات الكاتب، إذ هو ناقد أدبي.
رواية “الباشادور” والتي تقع في 378 صفحة، والصادرة عن المركز الثقافي للكتاب والنشر والتوزيع، جاء على لسان أوريد “الباشادور، أريد لهذا البـوح أن يكـون صـدى لنفسي. أريده معبراً عـمـا اعـتـور حيـاتي. أريده صـورة للحقيقة. أليست الحقيقة كما الغانية؛ يستوي جمالهـا عاريةً أو متدثرة؟ أتيح لي أن أعـرف دار الإسلام. درجـت في رحـاب دار المخزن بمغربنـا الأقصى، وتقلبـت في البـلاد مـن مغربنـا العامـر، أقصـاه وأوسطه وأدناه. وعشـتُ بالمحروسـة ردحـا مـن شـبابي، وأقمـت بهـا شـطـرا مـن كهولتـي، وجـاورت بالمدينة المنورة بعـد إذ أديت فريضة الحج، وحللت برحاب الدولة العلية وشددت الرحال إلى بيت المقدس. بلاد الإسلام معهـودة لـدي. وأشـعر أن السـدى الجامع للمسلمين أخـذ ينحـل، وعروتهـم تنفصـم، وأن مغربنا أضحـى غرضا للطامعين مـذ حـل الإفرنج بالمغرب الأوسط واحتلوا أرضـه. بيد أن شرورنـا نحـو أنفسنا أسـوا مـن الأطماع المتربصـة بنـا. فما نفعلـه بأنفسنا أسـوأ مـما يفعلـه العـدو بنـا. نمكنـه مـن أمرنـا بتناحرنا وجهلنـا وجهالتنـا. نحـجـم عـن رؤية الحقيقة، ونتحايل عليها بإلقاء اللوم على الغير”.
جدير بالذكر أن حسن أوريد هو سياسي وكاتب مغربي ولد يوم 24 دجنبر 1962، تم تعيينه في يوليو 1999 كأول “ناطق رسمي باسم القصر الملكي”، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى شهر يونيو 2005. تميز أوريد بأسلوب مميز في كتاباته باللغتين العربية والفرنسية. وقد شهد له الجميع بفصاحته واحترامه لقواعد اللغة وكذلك رقي أسلوبه والتفاصيل الجميلة في كل مؤلفاته.
كان اللقاء مع أوريد فرصة للإجابة عن الكثير من الأسئلة التي تشغل بال القراء حول كتاباته، فبخصوص العنوان “الباشادور” ذكر الروائي أنه اسم قديم يعني السفير في كتب التاريخ والتاريخ العثماني خاصة، أما عن سؤال يستفسر الدكتور باعتباره كاتبا لكم كبير من الكتب الروائية والذي يقارن بغابرييل غارسيا ماركيز، حول إمكانية الكاتب لمحاولة التنظير لكيفية كتابة الرواية، وقد أجاب أوريد بأنه لا يستطيع إقحام نفسه في التنظير خاصة في الأدب فهو ابن السياسة وولج الأدب، هذه الأسئلة وأخرى بينت عن كون الدكتور أوريد موسوعة علمية وليس روائيا فقط.