أدب و فنمقال رأيمنتدى القراء

هل ثمة افاق جديدة لحياة افضل في زمن الذكاء الاصطناعي ؟

لا زلنا نحل و نرتحل في العالم السحري و نسافر دون توقف في الانفاق الغامضة و المتشابكة لاكبر معجزة تقنية و غزو علمي تخلق و لاح في سماء القرن الحادي و العشرين : الذكاء الاصطناعي.

و نحن على مسافة اعوام قليلة من بداية العقد الثالث للالفية الثانية، يمكن ان نطالع كل يوم ملايين المقالات و التغريدات و النصوص و الافكار اللامسبوقة حول الثورة اللامحدودة التي يشهدها عالم اليوم، الا و هي فورة و ثورة الذكاء الاصطناعي.

ان ثورة الذكاء الاصطناعي متعددة الترددات frequences و الابعاد و الدلالات. فهي دون شك ثورة :
أمانًا وكفاءةً، مثل السيارات ذاتية القيادة، وأنظمة إدارة المرور الذكية.
3. التسويق: يمكن ان يُساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على فهمِ سلوكياتِ العملاء بشكلٍ أفضل، وتقديم عروضٍ مُخصصةٍ تُلبي احتياجاتهم، و تسهم بشكل سريع في تحسين تجربةِ الشراء.
4. التصنيع: يُستخدم الذكاء الاصطناعي ايضا و بشكل غير مسبوق في أتمتةِ المهام المُتكررة، وتحسين كفاءةِ الإنتاج، وضمان جودةِ المنتجات.
5. الخدمات المالية: يُساعد الذكاء الاصطناعي البنوك وشركات الاستثمار على تحليل البيانات واتخاذ القرارات المالية بشكلٍ سريع وفعال و مدروسٍ، و يساعد على تقديم خدماتٍ للزبناء حسب الطلب.
6. الترفيه: يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تطويرِ ألعابٍ أكثرَ تفاعليةً وواقعيةً، وإنشاءِ محتوىً ترفيهيٍ متناسب مع كلّ مُستخدم.

و لعله من المفيد ان نضيف ان تاثيرات الذكاء الاصطناعي على مختلف مناحي حياتنا تقابله تحديات و مخاطر مستقبلية يجب التغلب عليها، و يمكن تلخيصها في النقاط التالية :

1. التحيز: قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي التحيزات الموجودة في البيانات التي تم تدريبها عليها، مما قد يفرز نتائج تفتقر الى العدالة و الدقة.
2. الأمان: تُعدّ أنظمة الذكاء الاصطناعي عرضةً للهجمات الإلكترونية، ممّا يُهدد خصوصيةَ البيانات ويُعرقل عملَها.
3. المسؤولية: من غير الواضح من يتحمل مسؤوليةَ الأضرار التي قد تُسببها أنظمة الذكاء الاصطناعي، ممّا قد يُؤدي إلى نزاعاتٍ قانونيةٍ وأخلاقية.

ورغم ذلك، فإنّ فرصَ المستقبل واعدة للغاية، حيثُ يُتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً حقيقيةً في مختلف جوانب حياتنا. ونذكر ، في هذا السياق، بعض أهمّ اتجاهاتِ الحاضر و المستقبل للذكاء الاصطناعي و تتمثل في ما يلي:

1. ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي: اصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي، الى حدود كتابة هذه السطور، قادرا على إنشاء محتوى إبداعي جديد، مثل النصوص والصور والموسيقى، بشكلٍ مُتطورٍ ودقيقٍ، ممّا سيفتح في المستقبل القريب آفاقًا جديدةً ارحب للابتكار والإبداع،
2. التعلم المعزز: سوف تظل أنظمة الذكاء الاصطناعي تتعلم و تنمو من خلال التفاعل مع بيئتها بشكلٍ مستقلٍ، ممّا سيُمكنها من حلّ المشكلات المعقدة واتخاذ القرارات بشكلٍ أفضل.
3. الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير: ستصبح أنظمة الذكاء الاصطناعي اكثر من اي وقت مضى أكثرَ وضوحًا وشفافيةً، ممّا سيُعزّز الثقةَ بها ويُسهّل فهمَ عملها.
4. الذكاء الاصطناعي المسؤول: في مستقبل قريب جدا سيتمّ تطويرُ أنظمة ذكاء اصطناعي أخلاقيةً وعادلةً و اكثر انسنة بحيث انها ستُراعي خصوصيةَ البيانات وتُحافظ على سلامةِ المستخدمين.

* كاتب، استاذ باحث، خبير الرقمنة و الذكاء الاصطناعي
المعهد العالي للاعلام و الاتصال، الرباط

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى