أصدرت أسماء المرابط، الباحثة البارزة في قضايا النساء والإسلام والمدافعة عن النّسوية الإسلامية، كتابا جديدا، باللغة الفرنسية، معنونا بـ"رسول الإسلام ونساء حياته" (Le Prophète de l’islam et les femmes de sa vie).يتضمّن هذا الكتاب "تفكيرا غير مُقَيَّد" في دور النّساء في الإسلام "بعيدا عن الكليشيهات المُنقّصة، والأحكام المسبقة غير المؤسَّسة، التي ماتزال مطبوعة، مع الأسف، بعمق في القراءات الجزئيّة أو التّجزيئية لفلسفة دينية غنية، وثرية، وهامّة، في ضوء النّصوص المؤسِّسَة، القرآن والسنة، وخاصّة في ضَوء بعد أساسي، هو الروحانية النّسوية".وتهتمّ الكاتبة بفهم النبي محمد، الذي يحمل مُهِمّة إلهية وشخصية غيّرت مسار التاريخ، محاولة الإجابة عن مجموعة من الأسئلة المطروحة حول الشخصيات النسائية الأساسية في حياة الرسول، ومَن مِنها رآه وهو يولَد، ومَن رافَقه منها، ومن سانده وأحبّه كرجل، كنبيّ أساسا، يحمل رسالة كونيّة هي رسالة الإسلام.ومع تتعدّد الأسئلة المطروحة اليوم، ومشروعيتها، يقول الكتاب، وفق ورقته التقديمية، إنّ "انقسام التّصوّرات مرتبط بتأويل متباين، وإجابات متباينة، وفهم موجَّه بثقافة وتقاليد أكثر ممّا هو موجّه بالأخلاق الروحية الإسلامية".وعن أسباب إصدار كتاب في هذا الموضوع الذي كتب حوله الكثير، قالت أسماء المرابط، وفق المصدر نفسه، إنّها "ثلاثة أسباب رئيسية. الأولى أنّ بالنسبة لغالبيّة المسلمين والمسلمات، تحافظ السنة النبويّة على أهميّتها كاملة، كمصدر يقينيّ إضافيّ ومُفَسِّر للقرآن، ولكن أيضا كمصدر لا ينضب للتّبجيل الشّعبيّ والصّوفيّ"، و"تحتاج السنة النبوية بفعل التحولات المجتمعية للعالم الإسلامي، إعادة قراءة دائمة، وإعادة اعتبار متجدّدة للسياق".والسبب الثاني لخطّ هذا الكتاب، وَفق أسماء المرابط، هو "محاولة تصحيح الصورة الاستشراقية الجديدة، المتكرّرة، لرسول مميِّز ضدّ المرأة، ومحارب، وهو ما يستمرّ اليوم، ويظلّ الموقع الرئيسيّ للتّحيّز والعداء المتزايد للإسلام".أمّا ثالث الأسباب، فهو أنّ أحد المصادر اللاهوتيّة الأكثر استدعاء لدعم حالة التّنقيص من المرأة، ودونيّتها، ورضوخِها، بشكل يكاد يكون توافقيّا، عبر تاريخ العالَم الإسلاميّ، "يظلُّ مرمّزا في النصوص التقليدية للحديث".و"علماءُ الدين المسلمون، في غالبيّتهم، أمام غياب المعطيات المتماسكة والصمت الدّالّ في القرآن أحيانا، اعتمدوا على المرويات النبوية، من أجل ترسيخ حجج إيديولوجية تمييزيّة".في هذا الإطار، يحاول هذا العمل تقديم "قراءة نقدية، واضحة، وبراغماتية لمجموعة من اللّحظات في حياة الرسول، والنّسوة في حياته، مثل سليلته، مع الحفاظ على احترام عميق للشّخصيّات وما مثّله تاريخ إرثه، وما يزال، للمسلمين، والتاريخ الإنساني الكونيّ"