مدارات

“خلية طنجة” تكشف خطر التطرف السريع وتحدي “إرهاب الإنترنت”

عبد الرحيم العسري

كشفت اعترافات أسرة زعيم خلية طنجة الموالية لتنظيم “داعش” عودة ظاهرة التطرف السريع والمفاجئ لعدد من الشباب المغاربة، وذلك عن طريق متابعة المحتويات الرقمية التكفيرية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وفي ظرف حوالي سنة تقريباً انتقل الشاب “الطنجاوي” الملقب بـ”أبو حمزة الشمالي” من وسط فني حيث كان يعملُ ضمن فرقة لـ”الدقة المراكشية” لتنشيط الأعراس والحفلات إلى شخص غامض ومنغلق بعد أن تخلص من لباسه العصري وارتمى في حضن التطرف الرقمي.

وتعتمدُ التنظيمات الجهادية على خطة التطرف السريع من أجل دفع الشباب إلى القيام بأعمال إرهابية في أسرع وقت ممكن، وهو الأمر الذي اعتمدت عليه “داعش” في واقعة الدهس في مدينة نيس الفرنسية، الذي أسقط أكثر من 80 قتيلاً، ونفذه تونسي يدمن الخمر ولم تظهر عليه أي دلالات تطرف وقتها.

وتطرحُ عودة ظاهرة التطرف السريع التي راهن عليها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في أوروبا وعدد من بلدان المنطقة تحديات جديدة على السلطات الأمنية المغربية، إذ لم يعد شحن شخص بالأفكار الظلامية يقتصرُ على الأساليب التقليدية عبر الوعظ والإرشاد في الأحياء وأبواب المساجد، بل بات الإنترنت وعبره الشبكات الاجتماعية الوسيلة الأسرع لصناعة الإرهاب.

وتُشير تصريحات زوجة “أمير” خلية طنجة المنشورة على موقع هسبريس إلى أن السبب الرئيسي لتطرف زوجها في ظرف وجيز هو إدمانه على فيديوهات وأغاني “داعش” الجهادية على الإنترنت، قبل أن يتحول الشاب إلى “داعشي” الفكر ويحلم بإقامة دولة الخلافة والجهاد في سبيل الله، بل وصل به الأمر إلى تكفير محيطه الأسري والتنكر لزوجته وابنته ورفض البحث عن الشغل؛ أي إن التطرف السيبراني بات اليوم الخطر الأكبر الذي يتهدد الشباب المغاربة.

ويرى مراقبون أن مواجهة ظاهرة التطرف السريع تحتاج إلى محاربة الأفكار المتشددة التي ينشرها بعض شيوخ السلفية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تساعد هذه “الحمولات الظلامية” في تغذية التطرف والتعصب بدل نشر ثقافة الاختلاف والتسامح.

وإثر “جريمة شمهروش” البشعة كانت العديد من الجمعيات الحقوقية والنسائية رفعت مذكرة إلى حكومة العدالة والتنمية تطالب بضرورة “تجفيف منابع التطرف والإرهاب المنتعشة في عقليات وفي أوساط الجهل والتخلف، والتصدي لأوكارها وطقوسها الظاهرة منها والمستترة، ولكل من ينصبون أنفسهم أوصياء على الدين، وعلى مصير الناس وحياتهم”.

ويعتبر فاعلون حقوقيون أن من بين أسباب تغذية التطرف العنيف بالبلاد هو أيضاً انتشار خطابات وممارسات تشجع على الحقد والكراهية والتمييز والتكفير والغلو، داعين إلى ضرورة مراقبة محتويات التعليم بالمدارس أو في المساجد أو في وسائل الإعلام العمومية والخاصة والمواقع الإخبارية، وكذا مراقبة قنوات “يوتيوب” لبعض الشيوخ التي انتشرت بشكل مثير في المغرب.

جدير بالذكر أنه منذ الثاني من شهر مارس الماضي، وإلى غاية اليوم، نجح المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في تفكيك أربع خلايا إرهابية تنشط في عدة مدن مغربية.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى