اختتمت، أمس الاثنين، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان نسائم التراث بالحسيمة، الذي نظمته جمعية الريف للسينما والتنشيط الثقافي والعمل الاجتماعي، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة، وذلك سعيا لصون التراث الثقافي المحلي الذي تكتنزه منطقة الريف وتعزيزه، وجعله جزءا لا يتجزأ من حياة سكان المنطقة والزوار.
وشهدت الأمسية الختامية التي احتضنتها دار الثقافة الأمير مولاي الحسن، فقرات متنوعة، استمتع فيها الجمهور الحاضر بلوحات فنية متناسقة ومنسجمة لفلكلور ولاد الشيخ عيسى، المجموعة التراثية المعروفة بالمنطقة، فضلا عن فقرة موسيقية غنائية مع الفنانة صابرينا، وفقرات تكريمية خاصة.
كما عرف اختتام الحدث الفني الثقافي، كلمة للمدير الإقليمي للثقافة، أحمد أشرقي، الذي أشاد بمجهودات الجمعية المنظمة للمهرجان، معتبرا أنه مناسبة لتعزيز التعاون بين مجموعة من المؤسسات، مسجلا في ذات السياق ، أن فقرات التظاهرة عرفت نجاحا مهما سواء تعلق الأمر بالندوات الفكرية المنظمة أو الجولات لمجموعة من المآثر التاريخية، بما في ذلك قلعة طوريس ببني بوفراح، وقصبة سنادة.
إلى جانب ذلك، أكد السيد أحمد أشرقي في كلمته، أن المديرية الإقليمية للثقافة تبقى دائما رهن إشارة الجميع بالجدية المطلوبة، ومفتوحة أبوابها للجمعيات و للمبدعين والمفكرين والباحثين للمزيد من العطاء، خاصة في التيمة التي اشتغل عليها مهرجان نسائم التراث وهي رد الاعتبار للتراث المادي واللامادي.
بالموازاة، قدمت الفاعلة الجمعوية، سميرة الأزهري، كلمة بالمناسبة، نوهت بهذه التظاهرة، متمنية أن تكون هذه البادرة لبنة وقفزة نوعية للمضي نحو أعمال أخرى بشراكات تصب في وعاء تعزيز تراث إقليم الحسيمة، بالتجديد في العطاءات المتميزة والتنافس الشريف لإبراز وإنجاح كل الأعمال الهادفة التي ترقى لتمرير الرسائل البليغة للأجيال والشباب من أجل التثمين والتعزيز دوما وأبدا بالموروث الثقافي المحلي المتنوع ومن أجل تنمية مستدامة ومستديمة لبناء صرح بأسس متينة تطبع هويتنا الثقافية في كل المجالات.
وجدير بالذكر، فمهرجان نسائم التراث عرف فقرات وأنشطة متنوعة، بما في ذلك ندوة حول “التراث المادي واللامادي لإقليم الحسيمة :رهانات الحماية القانونية وتحديات التثمين السياحي” والتي ناقشت مجموعة من الجوانب المتعلقة بالحفاظ على التراث، وكذلك ما تزخر به المنطقة من مؤهلات سياحية، وضم المهرجان أيضا، زيارة لمواقع أثرية بالإقليم بتنسيق مع جمعية الأمل بسنادة، لاكتشاف قصبة سنادة، وقلعة طوريس ببني بوفراح، ومعالم أخرى، وكانت الجولة فرصة للتعرف على التفاصيل التاريخية التي تحملها في سيرتها كل من المعالم التاريخية التي تم زيارتها.
وتعهدت إدارة مهرجان نسائم التراث، بأن يصبح هذا الحدث الفني الثقافي موعدا سنويا يعنى بالتراث المادي وغير المادي، وجعله يتناقل بين الأجيال، لما له من أهمية في التعريف بما تختزنه وتكتنزه منطقة الريف من مؤهلات سياحية التي لا تنحصر في الشواطئ فقط، بل غزيرة كذلك بالمواقع والمعالم الأثرية التي تستحق الاهتمام والزيارة والترويج لها، بالإضافة لتسليط الضوء على التراث المعنوي من تقاليد ومعتقدات وصناعة الحرف وأغاني وممارسات ثقافية التي تستهل إلقاء الأضواء على تفاصيلها والمحافظة عليها.