أسدل الستار يوم الأحد 10 نونبر الجاري على الدورة الأولى من “المهرجان الوطني للكركاع” الذي أقيم بمدشر زاوية تماديت بجماعة بني بونصار، إقليم الحسيمة، تحت شعار “الموروث الطبيعي رافعة للتنمية”. وعرفت هذه الدورة نجاحا لافتا رغم صعوبات البداية وبعد قرية تماديت المستقرة في قمة جبال الريف (اسفل جبل تدعين اعلى فمة في سلسلة جبال الريف) حيث استقطب المهرجان مجموعة من الأساتذة والباحثين والخبراء في مجال التنمية المستدامة.
وتضمن برنامج المهرجان أنشطة تراثية متنوعة تعكس عمق وغنى الثقافة المحلية لقبائل صنهاجة السراير، حيث قدمت عروض فنية ولوحات فلكلورية لفن الهايت، أحد أبرز الفنون التراثية في المنطقة، مما منح الزوار فرصة للتعرف على هذا التراث العريق عن قرب، كما قدم شباب المنطقة فقرات مسرحية في الهواء الطلق بامازيغية صنهاجة اسراير.
كما تم تنظيم معارض للمنتوجات المحلية، بما في ذلك الكركاع ومنتجات أخرى محلية كالفطر الذي تشتهر به المنطقة في هذه الفترة والأعشاب الطبية والعطرية،وذلك لتمكين الزوار من اكتشاف جودة وتنوع المنتجات التي تمتلكها المنطقة بهدف جعل المهرجان فرصة لتسويق هذه المنتجات ودعم الاقتصاد المحلي.
ومن المحاور البارزة في برنامج المهرجان، ندوات علمية شارك فيها أساتذة وباحثون متخصصون،لتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الموروث الطبيعي وتثمينه كمحرك للتنمية المستدامة. كما كان المهرجان فرصة أيضا لتكريم بعض الشخصيات التي كان لها اثر في منطقة صنهاجة اسراير ثقافيا و اجتماعا وعيا من الجهة المنظمة بأهمية الاعتراف بمجهودات شباب المنطقة في سبيل التعريف بها وإخراجها من عزلتها التي دامت لعقود.
وحسب مدير المهرجان السيد محمد بوصامث فهذا المهرجان يأتي ضمن جهود جمعية زاوية تماديت للتنمية لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة بشكل مستدام، وتثمين التراث الثقافي والطبيعي للمنطقة، بما يسهم في تحسين ظروف العيش للسكان المحليين.