آخر الأخبار

سوريا بلا اسد للأبد

سعيدة عكي

انتشرت فيديوهات إسقاط تماثيل الأسد وتكسير صوره و تمزيقها وخربشتها لتعبر عن الكره الذي طالما أخفاه الشعب السوري خوفا من طاغية تسلم حكم سوريا من يد أب قتل أبناء وطنهم واباد أحياء وقرى بأكملها فداء للبقاء على كرسي اعتلاه بالانقلاب وسفك دماء الرفاق، 54 سنة من التنكيل بشعب أعزل امتد من حافظ إلى بشار الذي سار على درب أبيه فاحرق شعبه بالبراميل و قصفهم بالكيماوي لإخماد ثورة سلمية.
سوريا لفظت لقيطها الفار إلى روسيا التي فشلت في تأمين حكمه كما فشلت إيران وحزب الله في ذلك.
سقط نظام الأسد، وسقطت معه الأقنعة لتنكشف حقائق أليمة – طالما رواها الناجون بالقدر من غياهب سجونه- تعكس وحشية النظام وزبانيته، نظام لقن شبيحته ان التوحيد يكون بالاسد وليس بالله، ليجيب الله عليهم “لمن الملك اليوم”. أطلق الاسد يد حراس عرشه القائم على الدماء لتقتل وتعتقل وتعذب بأشكال لاتمت للانسانية بصلة، لم يسلم منهم لا رضيع أو طفل ولا شيخ او امرأة ولا شاب أو رجل، جزار أعمى، هدفه إبادة الشعب بأكمله من أجل الكرسي.
حيوان سوريا – حسب وصف ترامب له – غادرها إلى الأبد، لينكشف التطهير العرقي الذي تعرض له كل أبناء سوريا وطوائفه. سجن صيدنايا أو مسلخ الأسد وحكاياته المؤلمة(اغتصاب، تعذيب، قتل….)، قصور الأسد وٱموال الشعب المنهوبة، كل ذلك أكد أن أسرة الأسد من أبشع كائنات هذا العالم، وأكثرهم وحشية.
غادر بشار سوريا دون أن يخبر أحدا، ناقضا عهده ووصفه ان الوطن ليس فندقا نغادره عندما تسوء الخدمة، هرب إلى روسيا دون خطاب الوداع كما فعل حسني مبارك وزين العابدين. غادر مهزوما لكن بعد أن أتى على الأخضر واليابس في سوريا، نهب الأموال واباد الشعب، وعرى البلد من كل شيء، لأنه لم يستسغ أن يترك شيئا بعده يحزن عليها في سوريا غير صوره العارية وثماثيله البالية.
لكن سوريا ستنبعث من جديد وهو مبدأ الاهي وسنة الله في كونه، فبعد العسر دائما يأتي اليسر.وإن كان بعض الإعلام العربي يحاول أن يشوش عما يحدث في سوريا ويخوف من المستقبل الذي يصفه بالغامض والخطير، لأهداف ظاهرة تكمن في قمع حتى وجدان شعوبهم للتفكير في الانعتاق.
نعم تحررت دمشق لكن ضم جميع اراضي سوريا بمصالحة شاملة مازال ينتظر،و تحديات كثيرة تواجه الحكام قصر الشعب، وإن كان أول الغيث قطرة، فاول التحرير إسقاط النظام مع الرهان على وحدة الشعب السوري، وعدم ولائهم إلا لسوريا وتحقيق وحدة وطنية، وتقديم الجناة للعدالة واولهم أسرة الأسد ، واسترجاع أموال الشعب المنهوبة، و محاكمة رموز النظام وشبيحته، وإعادة تأهيل الجيش والشرطة، و الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي، والعمل على عودة الحياة إلى طبيعتها تحقيقا للسلم العام، وتسليم الحكم لمؤسسات الدولة. فإن كانت هيئة تحرير الشام اسقطت النظام،فوجب بعد استثباب الأمن ٱن تسلمه لحكومة مدنية تكنوقراطية مستقلة عن اي عقيدة دينية أو أيديولوجية سياسية، فالشعب أولى أن يختار من يحكمه. كما أن دول العالم الحر ملزمة بتأمين هذا الانتقال والقضاء على الفوضى او اي فتنة يمكن إيقاظها وتقديم الدعم المالي لدولة سوريا المحررة.
فقد انتهى عصر الأسد أو لا أحد وبدأ عصر سوريا حرة إلى الأبد.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى