زايد جرو -الرشيدية
تداول رواد التواصل الاجتماعي نهاية هذا الأسبوع سلوكيين مدرسيين راقيين: الأول يتعلق بمبادرة أستاذ بضواحي ورزازات تطوع من ماله الخاص، فألبس أقدام تلامذته الأطفال بأعالي الجبال بأحذية جديدة لتقيهم لسعات البرد.
لقي السلوك استحسانا من رواد التواصل الاجتماعي والقناة الثانية المغربية . فكان التحفيز معنويا لسلوك راق قل نظيره ،من موظفين دخلهم لا يكاد يقيهم من برد الجيب أواخر كل شهر أمام أثمنة صاروخية في كل شيء .
السلوك الثاني يأتي من واحة أوفوس ،ومن مؤسسة الحسن الأول، حين عثر أحد المتعلمين على حقيبة جيب وبها ما يفوق ألف درهم، ليقدمه لمدير المؤسسسة للبحث عن صاحبه ..
السلوك المتفرد من متعلم في ريعان الشباب، أمام تحولات اجتماعية ومجتمعية خطيرة مغرية ، يرفض أن يمد يده لملك غيره ..ذاك حقا هو السلوك المدرسي والأسري الذي تسعى الدولة جاهدة لغرسه في النشء وتنفق عليه الأموال من اجل دعم سلوكيات تفرد بها الكثير من النزهاء المغاربة .
المؤسسة بدورها حفزت المتعلم بين أصدقاء الصف الدراسي الذي تختلف الردود حول سلوكه بين المتعلمين أنفسهم وبين بعض المتتبعين أيضا، فالكثير منهم تأسف لو أنه وجد المبلغ لصرفه على نفسه، درءا للخصاص، وكم من حرب تنشب بين المرء ونفسه حين يود التطاول على اموال الغير في البداية ،قبل أن يألف معاشرة إبليس فيبدو له الأمر عاديا، ويبرر السلوك بان الكل ‘ شفار ‘ وهو أمر مغلوط ..بل هناك نبلاء في هذا الوطن ما زالت نشوة الحلال تسري في كوثر دمهم.
سلوك تربوي غرسته التربية الواحية وزكته التربية المدرسية التي تتقاسم كل ايجاب في كل شفق يلوح على صبحية كل متعلم بأوفوس سعيا للهمة التي يصعب إدراكها في عتمة ظلمة النفعية الذاتية .
السلوك يهدف إلى بناء مجتمع منظم اخلاقيا يسود فيه التفوق التربوي، رغم ان لكل فرد شره الخاص في المجتمع.. فبالجهد والتضحية يقضي السلوك الأقوى على السلوك الأضعف ،وتحية لكل من زرع سلوكا متفوقا، به المدرسة المغربية علت، وتحية لكل من يزرع السنابل التي تقوي مجتمعا ينشد الحق، وبئس كل من يأكل سحتا او من يمد يده لمال غيره وينفخ في ثروته ويحلل لنفسه أكل مال الحرام.
We Love Cricket