استزراع أسماك التروتة القزحية في ميدلت استعدادًا لموسم الصيد 2025-2026

في خطوة جديدة تهدف إلى تنمية قطاع الصيد الترفيهي وتعزيز السياحة البيئية في المغرب، شهد إقليم ميدلت يوم الإثنين 19 فبراير 2025 عملية استزراع لأسماك التروتة القزحية القابلة للصيد، في كل من سد الحنك وسد تمالوت. وتندرج هذه العملية ضمن التحضيرات الجارية لموسم الصيد بالمياه القارية لسنة 2025-2026.
هذا المشروع أشرفت عليه عدة جهات معنية، على رأسها المركز الوطني للأحياء المائية وتربية الأسماك بمدينة أزرو، بتنسيق مع الجامعة المغربية للصيد الإيكولوجي ومكتبها الجهوي بجهة درعة تافيلالت. ويعكس هذا التعاون رغبة مشتركة في النهوض بالقطاع من خلال تقديم تجربة صيد مميزة للهواة وتنشيط الاقتصاد المحلي.
منطقة ميدلت تعتبر من أغنى المناطق بالمسطحات المائية الطبيعية في المغرب، مما يجعلها وجهة مثالية لممارسة الصيد الترفيهي. وتساهم مثل هذه المبادرات في استقطاب عدد متزايد من الزوار، سواء من داخل البلاد أو خارجها، خصوصًا أولئك المهتمين بالسياحة البيئية والمغامرات الطبيعية.
ويهدف هذا النوع من الاستزراع إلى خلق توازن بين الحفاظ على البيئة وتنمية الأنشطة السياحية، من خلال تزويد السدود والمسطحات المائية بأنواع من الأسماك تلائم البيئة المحلية ويمكن صيدها بشكل قانوني ومنظم. ويُعد استزراع التروتة القزحية واحدًا من أنجح النماذج في هذا المجال نظرًا لقدرتها على التكيف مع المياه العذبة الباردة وجودة لحمها، مما يجعلها مرغوبة بشدة من قبل الصيادين.
المبادرة تحمل بعدًا بيئيًا مهمًا، حيث تساهم في تعزيز التنوع البيولوجي وضمان استدامة الحياة المائية في المنطقة. فهي لا تقتصر فقط على تقديم فرصة لصيد ترفيهي، بل تخلق أيضًا دينامية بيئية جديدة تحفّز على حماية الطبيعة وتنمية الموارد المحلية بشكل عقلاني.
الجامعة المغربية للصيد الإيكولوجي، من جهتها، أعربت عن اعتزازها بالمشاركة في هذا المشروع، ووجّهت رسالة شكر وامتنان لجميع الشركاء الذين ساهموا في إنجاح عملية الاستزراع. كما نوهت بالدور الكبير الذي يقوم به المركز الوطني للأحياء المائية وتربية الأسماك، الذي يبذل مجهودات مستمرة لتطوير هذا القطاع الواعد.
وفي ظل هذا التوجه، يتوقع أن يشهد موسم الصيد الجديد انتعاشًا ملحوظًا، لا سيما مع تنامي الاهتمام العالمي بالسياحة البيئية والرياضية. ويؤكد عدد من المهنيين والخبراء أن مثل هذه المبادرات تُعد رافعة حقيقية للسياحة الجبلية في المغرب، حيث تساهم في تنمية المناطق القروية وتوفير دخل إضافي للسكان المحليين عبر أنشطة مكملة مثل الإرشاد السياحي، النقل، الإيواء، والمطاعم التقليدية.
ومن المهم الإشارة إلى أن ميدلت ليست وحدها المستفيدة من هذا التوجه، بل يُتوقع أن تعمم هذه المبادرات على عدة جهات بالمملكة، في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تطوير الصيد الترفيهي كرافد تنموي جديد، يستجيب لمتطلبات العصر ويراعي المعايير البيئية.
وفي الختام، فإن استزراع التروتة القزحية في ميدلت يمثل أكثر من مجرد عمل بيئي أو سياحي، بل هو نموذج ناجح للشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، من أجل تنمية مستدامة ومندمجة. ويبقى الأمل معقودًا على تكرار مثل هذه التجارب في المستقبل، لما تحمله من آثار إيجابية على البيئة والاقتصاد والمجتمع.
مقال ذو صلة:
للمزيد حول الجهود البيئية في المغرب، يمكنك قراءة مقالنا القادم حول استزراع أسماك التروتة القزحية في ميدلت استعدادًا لموسم الصيد 2025-2026