هل تم التخلي عن ربط سلا الجديدة وتمارة بالترامواي؟ مشروع “باصواي” يفتح آفاقًا جديدة للنقل الحضري

يبدو أن مدن الرباط وسلا وتمارة تتجه نحو تبني حلول نقل حضرية أكثر مرونة وكفاءة، وذلك عبر مشروع “باصواي” الجديد، الذي يعوّض في جزء منه مخطط تمديد خطوط الترامواي الذي كان مقرراً سابقًا.
من الترامواي إلى “الباصواي”: لماذا هذا التغيير؟
المشروع الذي تمتد خطوطه على مسافة تُقارب 45 كيلومترًا، كان في البداية موضوعًا لدراسات من أجل تمديد شبكة الترامواي نحو مناطق جديدة، خاصة سلا الجديدة وتمارة. غير أن التوجهات الجديدة في مجال النقل المستدام بالمغرب، دفعت إلى دراسة بدائل أكثر مرونة وأقل كلفة من حيث الإنجاز والتشغيل.
في هذا السياق، تم اختيار تحالف من مكاتب الدراسات يضم شركة Egis الفرنسية وNovec المغربية، لإجراء الدراسة الأولية لمشروع خطوط الحافلات عالية الخدمة (BHNS)، والتي تُعرف بـ “الباصواي”، وهو نموذج حديث يجمع بين فعالية الترامواي ومرونة الحافلات.
ما هو نظام “الباصواي”؟ ولماذا يتم اختياره؟
الباصواي (Busway) هو نوع من الحافلات يشتغل في ممرات مخصصة تشبه السكك، ويقدم خدمات قريبة من تلك التي يوفرها الترامواي، مثل:
- أوقات دقيقة ومنتظمة،
- سرعة في التنقل بفضل المسارات المحجوزة،
- محطات عصرية مجهزة،
- تكلفة إنجاز أقل بكثير من مشاريع الترام.
يُعد هذا النظام مناسبًا للمدن التي تشهد توسعًا حضريًا كبيرًا، مثل تمارة وسلا الجديدة، دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية للسكك.
خلفيات التوجه الجديد: رؤية 2030 واستحقاقات دولية
هذا التحول يندرج ضمن رؤية وزارة الداخلية الجديدة، التي تدعو إلى تنويع وسائل النقل الحضري وتعزيز شبكات التنقل العمومي، خصوصًا في المدن الكبرى التي تستعد لاستقبال أحداث رياضية دولية في أفق 2030، وعلى رأسها كأس العالم.
من خلال هذا المشروع، تسعى السلطات إلى تحسين التنقل بين أحياء الرباط، سلا، وتمارة، وتوفير خدمات نقل حضري تستجيب لحاجيات السكان اليومية وتتماشى مع المعايير البيئية الحديثة.
ماذا بعد الدراسة الأولية؟
بعد انتهاء الدراسة الأولية، من المتوقع أن تحدد الجهات المسؤولة:
- المسارات الدقيقة للخطوط السبعة المقترحة،
- تقنيات التنفيذ والمراحل الزمنية،
- ميزانية المشروع والجهات الممولة،
- مدى إمكانية الدمج مع شبكة الترامواي القائمة.
للاطلاع على أثر الأمطار الاستثنائية على عودة الحياة إلى بحيرة صحراوية، ننصحك بقراءة هذا المقال:
أمطار الخير تنعش سدود جهة الرشيدية: ارتفاع منسوب المياه بالحوض المائي كير-زيز-غريس
خاتمة
مشروع “الباصواي” لا يعني التخلي النهائي عن الترامواي، بل يُمثل خيارًا ذكيًا لتوسيع التغطية بخدمات نقل حديثة، تتلاءم مع المعطيات الحضرية والاقتصادية للمدن الثلاث. ومع بداية الدراسات التقنية، يبدو أن الرباط وسلا وتمارة على أبواب مرحلة جديدة من التحول في البنية التحتية للنقل العمومي.